28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

أجمع حزن الطرقات/ بقلم: ريم باندك

الشاعرة ريم باندك

أجمع حزن الطرقات/ بقلم: ريم باندك

ـــــــــــــــــــــــ

مشيتُ أجمع حزن الطرقات…

أبكي على أرصفةٍ لا تلاحظها أرجل المارة…

أخذت ألاحقها وأقرأ تلك

القصص التي تتركها خلفها،

حزنٌ مدفونٌ برائحة الفقر …

الثلج يجثم بثقلٍ على مفترشي التراب

في مدينتي المجبولة بفرحٍ كاذب ..

في يدي كأسٌ فارغةٌ

تركتَ نبيذها عالقاً على جسدي ..

أنا التي أودعت حزني لبرد الشتاء

وشرعتُ كل النوافذ لأنينه فلم يغادرني

بل التصق بجلدي أكثر…

أخبرني كيف أؤثث غرفتي

بهذا الغياب المكتمل كخيبتي؟

كيف أرتب سريري كقصيدة ثكلى؟

وكيف أسرح شعري دون أن

ينكسر على خاصرة الكلمات!؟

أمي التي توحمت على قرص الشمس

فأنجبتني ناراً

على كل جزءٍ من جسدي

وحمةٌ على شاكلة وجهك…

لا أزال أحدق بالسقف

أحاول تغيير مسار المفردات

كي لا تصب بي دائماً في قلبك…

لا رغبة لي الآن بشيء أكثر

من أن أفنى قربك وأذوب

كملحٍ أو كقطعة سكر …

أن أرشي كل ما تلقنت وكل

تلك الأكبال التي تكبل معصمينا

ليجمعنا موتٌ قصيرٌ في حدود اللامكان هذا…

أن أخبر تلك المحطات الخاوية منك

كيف تذوي الروح دائما إلى القعر

وتلامس أطراف الخيبة

وتمسد شعرها كطفلٍ صغير…

أيا خيبتي المدللة!

سكبتَ في انحناءات جسدي لكَ

ألف قافيةٍ مبتورة كقلبي

كابتسامتك التي ترشها ملحاً على غرقي…

كوجهك الذي يحمل تفاصيل وجه أبي

الذي قضى عمراً يبني أعمدة بيتنا

كتباً وبعض شعرٍ

فمالت وهوينا جميعاً…

وها أنا أقص أعقاب الأحلام

لرجلٍ ألهمه الشعر كلما تكلمت

وآخر لا يغريه سوى صمتي …

يوقظني غبار الرصيف!

وأنا أعدو ملاحقةً رائحة كفيك في الهواء

وأتبخر كرذاذ ماءٍ لغيمةٍ لن تمطر …

Reem

 

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.