أصابع على الرصيف/ بقلم: أبو أيهم النابلسي

أصابع على الرصيف/ بقلم: أبو أيهم النابلسي
ــــــــــــــ
ما أصعب ترميم الذاكرة بالانتطار
حيث لا مكان لمكانك
ولا يوم ليومك
ولا أصابع الا .. على الرصيف
الدمى تكرر نفسها في دوّامة متورمة
الصرخة تحمل وزر صمتها
واضطراب في أوردة الصمت المقهور أسفاً
والأسئلة تحولت إلى سعال للصدأ
اشياء كثيرة فينا.. لم تستيقظ بعد
فقط.. قلق مزمن وجوانب بدائية
استيقظت واتخذت إلينا طريقا زلقا
وهكذا تلعب معنا الحياة
ونحن المنهمكون بهذه اللعبة
المؤقتون في بلادنا
الطارئون على فاتورة الوجود
مازلت أحكُّ جروح الوقت بأصابع التمني
ملامحي ترتدي حزن العالم ودخانه
افتح في الليل بوابة كي أطل على الضوء
فأرى العتمة معلقة بالفراغ
والوجع تحول إلى خارطة طريق
ارتل النهار على صفيح من التنك المقوّى
واعبئ الليل
بجيوب الهاربين إلى ميقاتهم
انا نقيض نفسي
نتهارش نعض بعضنا
نتواطأ مع الدجاج والدعاء والعلف
عيوننا أكلها الرمد..
فلا تبصر الا عورات النساء
أصبح الأمر عاديّاً ان انام بجوار احزاني
ان تضيع الحروف عن أطراف فمي
أن تتشتت النظرة الأخيرة
التي احتفظت بها.. عند استدارة الوداع
أن أحرس قلبي من الاحتشاء
ان اربّت على شرياني الأبهر
وأقول له تصبّر
هناك خيبات أخرى رائعة
في انتظارك …
أبو أيهم النابلسي