28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

أنا خياطة ثورية / بقلم: مريم الأحمد

أنا خياطة ثورية / بقلم: مريم الأحمد

ــــــــــــــــــ

أنا خياطة!

أحفظ عن ظهر قلب شكل الغرزة،

و مسيرة الإبرة نزولاَ و صعوداً كالجدل الديالكتيكي بين الخالق و المخلوق!

أنا خياطة عصرية!

أفتّق سراويل الجينز و أجمعها بطريقة مبتكرة لتصير حقيبة، او خفّاً للتنقل بين الخيام.

أدرز الياقات المهترئة بالمقلوب فيبدو العنق المحمر جديداً كذلك الوجع المكبوت.

ألقفُ أطراف المعاطف بمهارة!

خيط لفوق، و آخر لتحت! مثل خطوات العشاق على السلالم.

أحبكُ ما تفتّق تحت الإبطين، تعميني رائحة المزابل و معامل الكاوتشوك و البلاستيك!

اطرز مكان العروة،

ليدخل الزر اللامع بانسيابية.. هنا حول الخصر و على المعصمين..

أنا خياطة ثورية

ةمن لافتات الثورات الفاشلة، أخيط سراويل للفلاحين و زوجاتهم، بعضها يحمل شعارات غير مقروءة، لكنها للحقيقة، تزركش القماش و تعطيه مسحة واقعية فاقعة.

أنا خياطة مناسبات..

تزدحم في مشغلي العرائس و المخطوبات و المطلقات و العوانس..

تجتمع عندي زوجات المسؤولين..

يتعارفن على بعضهن و أحياناً يتبارزن بالدفع أكثر.

أنا خياطة الشعب الفقير

فصّلت لهم لافتة شعبوية نقشتُ عليها عبارات لامعة عن الصبر و الأمل.

اليوم! ملتزمة بتسليم قبعات لتلاميذ المدارس، قبعات تحميهم من التعاويذ الوطنية.

و غداً ، سأسلم طلبية كبرى لفندق خمس نجوم..

خيّطت مناديل! ذيلت عليها اسم الفندق و اسم صاحب الفندق، و اسم كلبه و هواياته المفضلة.

أنا خياطة تعبوية

سلاحي إبرة و خيط ، و محصولي وخزات تنزف سراً.

مريم…….

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.