أنا وظلك…نحترق/ بقلم: نوار محمد خنسه

أنا وظلك…نحترق/ بقلم: نوار محمد خنسه
ـــــــــــــــــــــــــ
مخترعُ المسافة أحمق
سنعودُ بعد قبلةٍ ..
على ورقاتٍ من شجرة اللوزِ كتبتُ الكثير
من الأغاني والقليلَ من اللحظاتِ
ثم وقفتُ على طرفِ ساقها أرددُ اسمك
فصارت ترقصُ
وأرقصُ معها كأن كل ما كتبتُه على الورقِ الطائر
هي لحظات عابرة معك ..
أسقطتُ على العالم ضوءاً،
فكانت النافذةُ الوحيدة التي أطلّ عليه منها
هي وجهك ،
حيث قرأتُ فيه الكثيرَ حول المرآة
وتعلمتُ الدوران حوله.
أخاف أن تكبرَ فجأةً
فتنسى أصابعك على رفٍّ قديمٍ في الثلاثين من عمرك ،
وعندما أطلبُ منك أن تكتبَ على يدي
في عمر الستين مثلاً
وآخر ملامحي يعلو على ابتسامتك،
نتذكرُ أنّ كلّ ماعلى جسدي يعود لثلاثين عاماً قد مضت ..
وبقيت على يدي .
تعرفتُ على وجهي مؤخراً،
واكتشفتُ أن السقوطَ على مشارفِ الحزنِ يولِّدُ ملامحَ جميلةً قبل أن تستيقظَ من يديّ أحدهم فجأةً .
آخر مرة شعرتُ بالغيرة من امرأةٍ
كانت تلك التي سألتْني عنك بحبٍّ وقلتُ لها: أنك صديقي.
فتخيل حجم الكارثةِ وهي تلهثُ لتصلَ إليك
وأنا أضلّ طريقَ العودةِ من الأصدقاء عادةً.
كل الضجيج الذي تسمعهُ ليلاً
هي خيالاتي التي تلمُّها من المارةِ أمامكَ .
تعلم التقاطَ التعب عني ،
فنحنُ النساء غالباً
نحب الرجلَ الذي يحدثُ صخباً على أجسادنا،
الذي يبحث جيداً عن ذاك الوتر البعيد
ويتقنُ العزف عليه .
بعيداً عن الانتظار ..
وضعتُ يدي اليمنى على صدري
وأنا أنظرُ للثانية،
هل سيسقطُ نجمَك على كفي هذه السماء ؟!
كل مافي الأمر أنني لا أجيد عدَّ الرمل جيداً
لذلك ترى دائماً على يديّ وقتاً ضائعاً .
اللعبةُ كانت ..
أن أرتّبَ أعواد الثقابِ وتختبئُ أنت ..
وكلما أشعلتُ واحداً تخرجُ لنطفِئه
انتهيتُ من المكان
وأنا وظلّك نحترق .
لا كونَ لأبحثَ عنه مجدداً،
تحت سقفِ غرفتي هناك الكثير من المللِ المبعثر على الأشياءِ
والقليل مني فيها
لا أبحثُ عن قلبي إلا بين العلبِ الفارغةِ
والفارغة من ألوانها.
أمتلئُ بالراحلين ،
أولئك الذي يفتحون طريقاً طويلاً لمن هم هنا
حتى يلحقوا بهم .
خَطرٌ أن أقفَ على ناصيةِ رحيلِهم وأقعُ.
لدي نافذة أخرجُ منها صباحاً وأبصقُ ابتساماتٍ خجولةً ،
وشجرة تسقطُ كل عامٍ على شرفةٍ دون أن تكبرَ ،
لدي مايكفي من الحبر
لأعودَ وأفتح البارحةَ
وأكتب كل يوم
(للأمسِ شكلُ السكينة فقط ).
لا أملكُ الكثير من الذكرياتِ
وعلى فراغي أرددُ دائماً
“لقد غافلوا نومي والحلمَ”
ثم أعودُ بعدها بقليلٍ .