أيُّ شجرةِ ليمونٍ أنتِ/ بقلم: مرام عطية

أيُّ شجرةِ ليمونٍ أنتِ/ بقلم: مرام عطية
————————-
عرفتها شجرةَ ليمونٍ سومريةٍ الغيَد، شآمية الهوى تتدلَّى نضرةً وأناقةً، رمشها يهدبُ شعراً وأدباً رفيعاً وما أغنى حسانَ الليمونِ في بلادي! أبعدها الاغترابُ كالكثير من حسانِ بلادي عن وطنها الأمِّ الذي رتعت به طفولة وصباً
ارتحلت عن موطنها الجميلِ تحملُ بين أعطافها أطنانَ الألمِ والذكرياتِ المرةَ، ولوتْ أغصانَ فؤادها رياحُ الشَّوقِ والحنينِ
رأيتها تشربُ كلَّ صباحٍ كأسَ الشَّوقِ معجوناً بالحسرةِ والآهات.
أمَّا اليومَ والهوى ربيعيٌّ أراها ترتدي عباءة نيسانَ الورديةَ وتخلع ثوب الحزنِ ويقفُ زهرها العسلي بخوراً بين الأرض والسماء فيتضوعُ شذاها أرجاء الكون
وما أبهجَ زهرَ الحبِّ! حين يميلُ نحوكَ رمشهُ، ويسكبُ بين حناياكَ شذاهُ
أليستْ هذه الأشجار من حدائق الله مفعمةٌ بالقداسةِ نثرها الخالقُ بين أرجاء المعمورةِ تطربُ سمعكَ وبصركَ بآياتِ الجود والجمال
أيُّ شجرةٌ ليمونٍ أنتِ، يا شقيقة روحي !! ثماركِ شهيةٌ سكنتْ أعماقَ نفسي، سمعتْ آذان قلبي ووشمتٍ حضارتها على شطآنِ روحي
وأنتَ ماذا تقولُ للزهرِ يافؤادُ إذا مالَ غصنهُ نحوك واصطفتكَ دون الألى عيناهُ؟
ماذا تقولُ؟ إذا قواريرُ عطرهِ حاربتْ الأنواءَ وأبحرتْ تغمركَ بالنعمِ شفتاهُ
وكيفَ تثيبُ من أحرقَ المسافاتِ؟ وطوى الزمنَ ليمسحَ باللهفةِ دمعةً تحجرتْ في مقلتيكَ
أو تكرمُ من أسكنَ بين ضلوعك ثورةً من الأسى؟
وكانت بسمتكَ بعضَ هداياهُ
رعى الله وطنَ الليمونِ وأدام رغم الجراحِ عطاياهُ.
—————-
مرام عطية