ارفقْ بي أيها النهرُ الوديعُ/ بقلم: مرام عطية

ارفقْ بي أيها النهرُ الوديعُ
بقلم: مرام عطية
…………
أمواجُ حبِّكَ عاليةٌ، وأنا ساقيةٌ صغيرةٌ أحبو كطفلٍ
وعلى خطا اللهفةِ أضيعُ
أنتَ أميرُ الحقولِ تهفو إليك الطيورُ
تنتظركَ القرى والزروعُ
وأنا سنبلةُ شعرٍ يتيمٍ
همسي ياسمينٌ خجول
وصبري دربٌ طويلٌ يقتاتُ الأملَ
ويرشف مزيجَ الرطبِ والزنجبيل
على أوتارِ شغفكَ أصيرُ أغنيةً من لوزٍ وتينٍ
أذوبُ كقطعةِ حلوى على فمِ كنارٍ
في الشتاءِ أصيرُ حكايةَ سندريلا
يعشقها الأطفالُ
وفي العام الدراسي أغدو كتاباً في الفلسفةِ
أو الأدب والرياضياتِ
ياحبيبي كيفَ ألقاكَ وعيون العسس تلاحقني ؟!
وكيفَ أنساك وصوتكَ خبزي ولوني ؟!
لا تقلق ياوطني
سأزرعُ عينيكَ في سهولِ الغدِ حديقةَ صفاءٍ
وأرويها من شغفي
أكحلها بالسنابلِ والزيتونِ
وأزوركَ نحلةَ رحيقِ
لأمواجنا اللازورديَّةِ ستبتسمُ موانئ العاشقين
وتعتِّقُ خمرتها الكروم
ستحتفي الضفافُ بمراكبنا السعيدةِ
وتخبرُ الغيمَ عن أميرٍ بابلي يكتشفُ للتو جزيرةً عذراء
تعلمهُ عن فارسٍ يطوي الجبالَ والبحارِ ليضمَّ لمملكتهِ الزرقاءِ مدينةْ
__________
مرام عطية