الأزرق يليق بك/ بقلم: عبد الحميد الرجوي

الأزرق يليق بك/ بقلم: عبد الحميد الرجوي
………………..
لِسُكَّرَتي يَضحَكُ السُّكَرُ
و يَخجَلُ من مَائِها الكَوثَرُ
تَنامُ العَصافيرُ في كَفِّها
و يَسكُنُ في قَدِّها الجُؤذَرُ
هُنا أَلفُ أُنثى بِمحرابِها
تُصَلّي ، تُسَلِّمُ ، تَستَغفِرُ
.
.
.
أَرَى زُرقَةَ البَحرِ في جِسمِها
و في الأَزرقِ الذنبُ لا يُغفَرُ
مِن البَحرِ تَنسُجُ فُستانَها
و هاأناْ في مَوجِهِ أُبحِرُ
تَغارُ الشموسُ إذا أَشرَقَتْ
بِوجهٍ ، إذا ضَحِكَتْ يُقمِرُ
.
تَذوبُ المَرايا على طَرفِها
و بالليلِ أَجفانُها تَقطُرُ
على فَمِها التُوتُ يَحكي الجَنَى
و يَرسُمُ أَفصاصَهُ الجَوهَرُ
كأن الخُرافاتِ في شَعرِها
حَديثٌ يَطولُ ، و لا يَقصُرُ
على كَتِفَيها جَدائِلُهُ
تَدَلَّتْ ، يُوشوِشُها العَنبَرُ
هُنا الليلُ يَغفو على بَحرِها
سَواداً على أَزرقٍ يُسحُرُ
و بَينَهُما شُرفَةٌ ، عَربَدَت
بِفَرقٍ ، عَناقيدُهُ المَرمَرُ
.
لِسُكَّرَتي أَلفُ سُكَّرَةٍ
بأَحلَى تَفاصيلِها تُزهِرُ
بِكُلِّ الزوايا تُحاصِرُني
كأن السكاكِرَ بي تُثمِرُ
بِطَعمِ الأَناناسِ ، بالبُرتُقالِ
و بالفُستُقِ التيهُ يَخضَوضِرُ
هُنا نَكهَةُ الحُبِّ تَغزو فَمي
و إني أَذوبُ ، ولا أُنكِرُ
أَذوبُ ، و كيفَ بِسُكَّرَةٍ
أَذوبُ ، و تَسكُنُني أَنهُرُ !؟
…………..
عبدالحميد الرجوي