28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

الأمل غير المحقق/ بقلم: لامار اركندي

الأمل غير المحقق/ بقلم: لامار اركندي

ـــــــــــــــــــــــــــ

من ذاكرة الطفولة:

جدتي من والدي تغمدهما الخالق برحمته كانت من قرى جبال بوتان في باكور/ شمال كُردستان، عاشت يتيمة الأم وحيدة بعد أن سيق والدها إلى سفر برلك وهي في السادسة من عمرها. عاشت مع عمها الأرمل وابنه الوحيد، ذو الخمس سنوات.

ليال طويلة قضتها وهي تذرف دموع الشوق على والدها، أجبرت العم أن يصطحبها معه في رحلة بحث عن أول معسكر للجنود استغرقت أياما.

ماتزال شهقتها المغموسة يقهر ماثلة أمامي كأنه الأمس، قالت: وصلنا المعسكر، أسرعنا في سؤال كل جندي نصادفه في طريقنا ونصف له ملامح والدي، وقادتنا أقدامنا إلى جندي حسبناه كالآخرين في الرد بالنفي.

دهشنا حينما قال: محمد رشيد نعم أعرفه، لقد أخذوه إلى جبهة خارج البلاد مع عدد من الجنود قبل ثلاثة أيام، لكن إلى أين لا أعلم.

رجعت الطفلة مع عمها تجر فلول الخيبات، مثقلين بالتعب والألم.

كبرت وأصبحت شابة صغيرة ولم يرجع الأب المنتظر، تزوجت وأنجبت أطفالا كبروا وهرموا وبقيت جدتي متأملة أن يكون والدها قد هرب في أول فرصة سنحت له إلى بلاد بعيدة أو قريبة …. تزوج وكون عائلة جديدة.

بلغت جدتي العجوز الثمانين من عمرها، لكن طيف حلمها الطفولي رافقها.

مقولة بقيت ترددها:” قلبي يحدثني أن لي إخوة وأخوات في مكان بعيد لا أعرفه لكني أشعر بهم “.

لولا الأمل لمتنا قهرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.