سنبقى هنا واقفين / ناديا رمال

سنبقى هنا واقفين
ننظر من نافذة الليل إلى الأحلام الهاربة
وإلى حب له وجه لغة رقيقة
رسمها القدر وحده
هكذا سنبقى
بأرواحنا الضائعة الصفراء
واقفين بلا هدف
كَعصافير المساء
دون أن ندري متى نمضي
وأي طريق نسلك
نحن لا ندري مواعيد المطر
ولا ندري متى يولد القمر
ولا ندري على أي خارطة
أوطان البكاء
نعلم أن أحلامنا قصيرة
وصرخاتنا مكتومة فينا
لحد البوح لحد الصمت
والنداء
بلا مقاومة بلا خيار بلا اهتداء
لكننا نحن إلى شيء
شيء منح للعاشقين
الأقوياء
ذلك الحب المخلص ببراءة
ذلك الحب عزاءنا كله
ذلك الحب عزاءنا الكافي
ومع ذلك فما من ربيع ظهر
في ملابس الفصول
لا لا ربيع في الرداء
ولا ذلك النجم الساطع
الذي يتلألأ في السماء
كأعمدة الضياء
كل شيء يرتجف كل شيء ثمل
كل شيء طافح
بهموم الغربة السوداء
أعتقد إن الموت
مثلنا يا صديقي ضعيف وشاحب
مثل شفتيه شفتانا
ومثل عينيه عينانا
اليد القدم الحاجب
الشفاه المشقوقة الزرقاء
والأردية المغسولة البيضاء
آه وآه
تبدو الأيام كلها أحلام حين نلتقي
إذا أتاحت لنا الأحلام أن نلتقي
جميع هذه الأقدار تجعلنا
أموات من الحرمان
لغلاف رواية البؤساء
حتى يُسَلمُ كل منا إلى النسيان
لأننا ضعفاء…. لأننا غرباء.