29 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

وحشةُ الغيابِ … تغتالُ كناري/ بقلم: مرام عطية

 

 

 

 

 

 

 

 

وحشةُ الغيابِ … تغتالُ كناري/ بقلم: مرام عطية

______________________

في فصلِ الحبِّ المخمليَّ، نافذةُ أشواقي موحشةٌ كصحراءَ لا يبلل عطشها واحةٌ، يسيجها نأيُ الأحبةِ العاتي، وتسكنها رفوفُ الذكرياتِ، كنارها الطربُ اغتالهُ الصَّمتُ الضاري، زنابقها ذوتْ في شتاءٍ قاسٍ، وقمرها المضيءُ ارتحلَ إلى أطالسَ حجريةٍ لا تؤمن بالحبِّ إلهاً حارساً لجزرِ الإبداعِ، ولا تعترف بالقلبِ عاصمةً للفنِ الأصيلِ، أو منبعاً للذائقةِ الرفيعةِ ومرقىً للإحساس بالجمالِ، وذراعاي معلقتانِ ببقايا أملٍ يلوحُ في قزحِ السماءِ.

أيُ قدرٍ أحمقَ يلاحقني! أيَّةُ ريحٍ تعصفُ بسنابلي الخضراءِ! وأيَّةُ مدىً تمزِّق بلا رحمةٍ فساتيني الجميلةَ وتغرقها بالآهاتِ! قطاراتُ الحنين تنوءُ بعرباتها المحمَّلةُ بالقمحِ والزمردِ، تنجدُ، وتغورُ سريعةً في طريقها إلى مدنِ العاشقين، وطرفي الخجولُ لا يهدأ يسألُ عن أميرٍ سكنَ قرى الفؤادِ، غرسَ الوردَ على ضفافِ طفولتي، ثمَ غابَ، يسألُ عن نجمٍ اسَّاقطتْ أوراقُ حيائي أمامَ دفقِ عطرهِ، وتبرعمَ زهرُ بوحهِ على أغصاني عشقاً نديَّاً، يلتمسُ من السماءِ عودة ذياكَ السحابُ إلى حقولهِ المتلهِّفةِ لقطرةِ دفءٍ. لله ما أقسى غيابهُ !!

أتراهُ علمَ أسرارَ الهوى، وخبرَ ديمومةَ الغرامِ، فنثرَ جمانهُ على عمري، وحفظَ لأحلامي طقوسِ اللقاءِ، لتسبحَ أسماكي الموشومةُ بالشوقِ في تلاوينَ اللهفةِ وحرارةِ العناقِ ؟!

_________

مرام عطية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.