28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

أجراسُ الميلادِ/ بقلم: مرام عطية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أجراسُ الميلادِ/ بقلم: مرام عطية

_________________

تعالَ أيُّها السَّحابُ العتيدُ، نرسمْ (هللوليا) على وجنةِ الشَّمسِ، ونرتِّلْ لطفلِ المجدِ بخشوعٍ، أقبلْ نخيلاً نطوِ سنينَ القحطِ الطويلةِ، ونقرعْ أجراسَ الميلادِ في آذانِ الغافلين، انهمرْ زمرداً نعلِ أبراجَ الجمالِ في كنائسِ المقهورينَ والفقراء، تعالَ عاشقاً نفرشْ أفئدتنا للأرواح البائسةِ، ندثِّرها بلحافِ بالحبِّ، ونوقدْ كانونَ الفرحِ للطفولةِ الحالمةِ بالسلام.

على خطاكَ سأسيرُ، أوَّزعُ أساوري وهداياي على حسانٍ سرقتْ الحربُ بسمتهنَ بفقدان الأحبةِ، واليومَ ينتظرنَ الميلادَ ليلبسنَ ثيابَ الأملِ وأقراطَ السرورِ، وأنتَ تفتحُ أبوابك السحريَّةَ للحزانى والبؤساءِ ليشيِّعوا دفقاتِ الحزن، فيصلبُ الألمُ، وتُولدُ فيهم شرانقُ الحياةِ، أمنياتهم البيضاءُ سفحها المارقون والجناةُ، ومبادراتهم الناجعةُ تعقَّبتها ثعابينُ الدراهم وفلولُ الظلامِ، كلَّ يومٍ ينذرهم البومُ بوليمةِ خرابٍ تنزُّ وجعاً، وتنزف خيباتٍ.

اهطلْ كثيراً يا قزحَ العيدِ على أخاديدِ وطني، ضمِّدْ جراحاتها بشاشِ الندى، ازرعْ غراسكَ كالكرمةِ في عمق الخريفِ وارشفْ أيامها المالحةَ ، علِّلْ صمتها بالحنينِ و أشواقِ الياسمين ، تسلَّلْ من كوى الضياءِ إلى كلِّ سنبلةٍ تسيجها الأشواكُ، ويتسلقها الزؤوانِ، امسحْ هالاتِ الحزنِ عن أوراقها الصفراءِ ، والتفتْ شطرَ الطفولةِ المسلوبةِ من حقوقِ اللعبِ ومرحِ الربيعِ ، أغدقْ عليها سلالَ الرضى ، وآياتِ الحنانِ فإنَّ الميلادَ لا يبتسم للبشريةِ ، ولا يشرقُ فجر الفرحِ إلاَّ إذا افترَّ ثغرُ الوردِ ، وقرَّتْ عينُ اليتيمِ .

____________

مرام عطية

 

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.