أُحِنُّ إلى نسيم بلادي ! / بقلم: عبد الرزاق عثمان ايتو

أُحِنُّ إلى نسيم بلادي ! / بقلم: عبد الرزاق عثمان ايتو
ــــــــــــــ
أُحِنُّ إلى نسيم بلادي
وإلى المُفوئقةِ أُحِنُّ
والدُون أيضاً
لا لغيرها الحِنيّةِ
ولا الركض لربما..
كالتي أُكن لها
عند بُكور الصباحات
بُعيد صياح الديكةِ
وقُبيل شروق الشمس
أُحِنُّ لنسيم الوقتِ وقتذاك
الاتية بكاملِ عُريها
إلا من سترة المكان
وسياج الزمان.
لترتطم بمفرقعات الفضاءِ
وتُسقط شظاياها
فوق الجبال
المُخضِرّة
والمُسودّة
وبشبقٍ بِتُ أُحِنُّ إلى رائحة بلادي
مرة أخرى يعتريني
الحُب صوبها
وأنفي يتضرع شوقاً
إلى الروائح
العابرة فوق الحقول الخضراء
والناسجة مع النيل خيوطٍ
والعانقة مع ناطحات السحاب..
أُحِنُّ إليها
كالطفل يُحِن إلى ثدي أماه
كمغترب يجثو بركبيه حباً لبلاده
كصوت الكمان والجيتار
كجواز المسافر
كعناق النيل للأرضِ
كالحجار في الجبالِ
أحن إليها
كذاكرة الجسد
ومعزوفات “ياني”
كالقهوة عند الصباحات
وأثناء العصِيرة مع الجميلاتِ
كعبق وردة اللوتس
كخشوع القسيس لصليب المسيح
كسجود الشيخ لربه
كالعابد للالهة..
أُحِنُّ إلى نسيم بلادي في منفاي
الآن أريد أن يمتلئ جوفي بعبقها. !