28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

أطلَّ أميرُ الحبِّ/ بقلم: مرام عطية

 

 

 

 

 

 

 

 

أطلَّ أميرُ الحبِّ/ بقلم: مرام عطية

____________

ما لحقول السَّردِ تزغردُ في ليالي الشتاءِ الحزينةِ، ترتدي فستانَ البهاءِ كعروسِ الربيعِ الفاتنةِ ؟! وما لكرومِ الأدبِ تلبسُ قشيبَ الألوانِ ضاحكةً، فتسرعُ إليها أسرابُ النحلِ ترفلُ بخوابي النبيذِ، تسابقُ أناشيدَ جوقةِ الكنارِ، وهي تعانقُ جيدَ الشمسِ في صباحٍ نديٍّ، فتحلو الثواني وتمنحُ المساءاتِ مذاقَ البرتقالِ؟

أعادَ أميرها إلى حقولهِ العطشى المنتظرةِ عقيقَ سماهُ

يحرثُ أرضها برمشهِ الحاني، ويبذرُ في ثراها خصيبَ المعاني، يجمعُ غلال الشعرِ في بيدرِ العروبةِ المكتنزِ بالقمحِ والوردِ، ينقِّيها من النعراتِ والزؤوانِ، يسفحُ الأشواك العاتيةَ التي زرعتها فتاوى الجهل العقيمةُ، يزيلُ مرارةَ حنظلها، وينثرُ عقيقَ الأماني وسفرجلَ الرجاءِ على دروبِ الأنقياءِ ؟! أرجعَ نايهُ يغنِّي أشجانها، ويوقَّعُ روائعها على أوتارِ كمانهِ، فتونعُ كمثرى القصائدِ على أغصانِ النفوسِ الشَّاحبةِ، وتتسامى صورُ الإنسانيةِ، يكحِّلها كرزُ الشَّوقِ، تشفي جراحُ العاشقين بمدياتِ الهجرِ، وتسكنُ آهاتِ المساكين؟! أمْ أنَّ حقولَ الليمونِ على امتدادِ وطني الممزَّقِ الجريحِ تعلو على الجراحِ تلتمسُ هدنةً من نيرانِ الألمِ، تستعيرُ من بساتين الغدِ زيتونَ الفرحِ لتحتفلَ بإشراقةِ شمسِ الحبِّ ودفءِ التلاقي على ضفافِ نهرِ الغيابِ؟

أيُّها الغيثُ القادمُ من مدنِ السَّحابِ الزاكيةِ، شرفاتي الساهرةُ مع ضيوفِ النجومِ العابقةُ بعطركِ السوسنيِّ تهمسُ: طوبى لك، سنابلُ يديكَ الميمونةُ تهبُ الفرحَ لنوارسي اليتيمةِ، تذيبُ صقيعَ التصحرِ الأليمِ، وتخصبُ جفافَ الأقلامِ، وتعيدُ إليها أساورَ الرضى، وبهجةَ العطاءِ التي سرقها المارقون

سأخبرُ حسانَ الخزامى بعطرِ أنفاسكَ وقزحِ جودكَ لتتقاطرَ أمامَ عرشكَ السامي مقدمةً إليكَ آياتِ الشكرِ وسلالَ العرفانِ.

__________

مرام عطية

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.