29 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

أفضلُ ٱختيارٍ لقتْلِ الفوضى بٱلخارج/ بقلم: محمد عبدالله صالح

أفضلُ ٱختيارٍ لقتْلِ الفوضى بٱلخارج

بقلم: محمد عبدالله صالح

ــــــــــــــــــ

لا أُريد عِناقاً مُزَيّفاً

وبعضَ ٱلجُملِ المُتداولةِ

-أنت بخير؟

-نعم بخير

أريد ان أشرب قَهوتِي بأرِيحِيّةٍ تامّةٍ

لا تشْغَلُنِي ٱلإِعلانَاتُ المبوَّبةُ

وأخبارُ التّلفازِ ٱلمُنافِيَةُ للحقِيقَةِ

بأنَّ هُناك منْ يَبتسمُونَ

أَنَّ للشَّوارعِ رائحةَ البُرتُقالِ

أَنَّ البيوتَ تحملُ ٱلأَمانَ لفاقديهِ

جُملٌ كثيرةٌ لا تكفُّ عن صناعة ٱلكذبِ

ٱلّذي يتذوَّقُه الكَثيرونَ مِثلِي

كوجبةِ إفْطار شهيّةٍ

لا أَعلم شيئا عن تلك الشّوارعِ الهادئةِ

وعن تلك البيوت التي تحملُ الأمانَ لِفاقديهِ

بل أعلمُ الكثيرَ عن تِلكَ ٱلبُطُونِ

الّتي لا تكُفُّ عنِ الصُّراخِ

وعن ٱلموتي الّذِين تُلاحقُهم قُبورُهم

وعن صغارٍ يفْقِدون شهيّةَ النومِ

خوفاً من رصاصَةٍ طائِشةٍ

من يعيد للعالمِ الجنَّةَ ٱلّتي كان عليها قبلَ خَلقِهم

كلَّما شمَمتُ رائحة طفْلٍ ينصُبُ حاجِزا

بينَه وبينَ القلقِ

حتّى وأنا مَلييء بالضّحكِ

أرى هذا العالمَ مرعِبا ومخيفا

مليئاً بالحماقاتِ الّتي تصبّ كوارِثَها فوق رأسي

بحجمي الضّئيلِ هذا

لن أعثرَ على فكرةٍ طَازجةٍ للخِلاص،

هنا طرقٌ وعرة

وأبوابٌ لا يقدرُ الضُّعفاء أمثالي الوقوفَ أمامَها

لا وِجهةَ لي…..

كجريحِ حربٍ يمشي بينَ النّاسِ متَلثِّماً

يدفع كفَّارةَ الضَّحكِ بالبُكاءِ وٱلتَّخَفِّي

هنا رصاصٌ يَخْترقُ النَّوافذَ

يبحثُ عن طفلٍ يبْنِي بيتَهُ من الرِّمالِ

وأمٌّ تقفُ عاجزةً أمامَ صغِيرها

ٱلّذي يُلمْلم ما تبقّى من أنفاسهِ

هنا قذارةٌ وحبٌّ وكراهيةٌّ

هنا كل شيء لا يناسبُ المكانَ ولا الزّمانَ

كيفَ لي أَن أرى العزلةَ

أفضلَ ٱختيارٍ لقتلِ الفوضى بالخارجِ

فرقٌ كبيرٌ أَن تنامَ هادئاً مطمئِنّاً دُونما قلقٍ

وبين عَسكريِّينَ يُجهِّزُون بنادِقَهُم

لٱختراقِ أبوابِكَ ٱلهشّةِ

ربّما لنْ ترقدَ بسلامٍ

ولنْ تحظى بحفرَةٍ

يتمدَّد فيها ماتبقّى من فُتَاتِك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.