أفنش (فوضوي)/ بقلم: غفران كوسا

أفنش (فوضوي)/ بقلم: غفران كوسا
قصة قصيرة ….
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل منتصف الليل وفي مطعم مجاور، حدثت أكثر قصصي المشوقة والمأساوية.
قبل أن أدخل المدرسة اعتاد أهلي أنني إذا ما تنقلت من غرفة لأخرى سيرافقني الضجيج…
في أيام الدراسة، لن ينساني المدير، فقد تألمت يداه وكسرت عصاه مرات عليّ ولا مناص ستحدث الكوارث يسبقها حظي العاثر، مثلا: إذا ذهبت إلى المكتبة بغرابة وبسرعة تسقط بعض الرفوف على الأرض أو على الطلاب والمعلمة. المقعد الذي أجلس عليه سيئاً لأنه ينكسر بعد يوم أو يومين من جلوسي عليه.
شاءت الأقدار وكان عقلي حاضراً في التحصيل العلمي وحصلت على شهادة عالية في اليوم الذي استلمتُ فيه الشهادة، ارتمت الصبية الجميلة قبل أن تتجاوزني ولم تكن من هؤلاء اللواتي يفتحن فمهن ولا يغلقنه بحادثة مشابهة اعتذرت وتعارفنا واستمرت لقاءاتنا..
أخبرت أمي عنها، فضحكت قائلة: استغل الفرصة قبل أن تفتح عينيها. بلعت شتيمة أمي وسارعت في الطلب ولم تعرفوا بعد: فأنا وسيم، ووحيد، ولا جيش ينتظرني…
في المحكمة، جرت الأمور بسهولة، فقط الشاهد الأول ارتمى على الدرج وكأس الماء أمام القاضي ارتمت أيضاً. والشيخ الذي كتب الكتاب خرج غاضباً. وأخجل إخباركم عن السبب… في يوم زفافي ألحت أمي وأخواتي والعروس بضرورة توخي الحيطة والحذر من تحركاتي ونفسي أيضاً جلدتني ببعض توصيات رغم ذلك هرب من يدي خاتم الزواج في المطعم، ركضت خلفه فأصبحت الأرض مائدة مفتوحة من الفوضى، وصراخ الحاضرات علا كأن الحرب انتقلت إلى عرسي، خيّرها والدها العودة معه ولكنها اختارتني بعد أن شتمتني، ومن يومها وطبيب الأسنان يعالج في فمها.رغم دعواتي فقد ورثني طفلي الصغير.
غفران كوسا/ سورية