ألواح عذراء/ بقلم: د. ريم النقري

ألواح عذراء/ بقلم: د. ريم النقري
______
الآن !!
أيّ نفحٍ خدشَ صداي!
أيّ خجل مزخرف على صفحات وجهي
يقف على رؤوس الغفلة ليطارد صولة الذّاكرة!
أيّ اكتظاظ اصطفّ كحجارة المجاز
في فوّهة المعاني!
سأرمي قصائدي
في غفوة اللهب
أزرع في نسغ كلّ قصيدة
فورة غفران
وأفئدة تقاوم عنادا مخمورا
أنتظر استفاقة النّار
على جذوة قصيدة أنصهر بملكوتها
أحزم خصرها على جذع قافية
مأهولة بالحبّ وأذوب بلظاها
لم تكن تلك القصائد سابقاً
سوى مصدّات تقيني حرّ النّضج
في أحضان مهدي المتشرذم
وجيناته المتصارعة
كانت انعكاسة مبللة برعشة الضّباب
ترتطم في كل مرّة
بمسامات المجاز
لأتعرّق قصيدة تحرّك
محطّات أنفاسي المتحطبّة
تنضح رماد النّجاة
لكنّها الآن تحوّلت إلى مخارز جارحة
ربّما ألفظ فيها
كلّ حمم المداد وشظايا الحصار
وقطيع الصّبر القلق
ولسعات الأرق المختلّ
ربّما أطوف فيها حول تلال الصّقيع
بين أرتال السّنابل المحجوبة
أحقنها بقطرة ندى
خبّأتها بثغري العاشق
لتلد أجنّة ربيعيّة مؤجّلة في الخفاء
وربّما أختنق بمداد صراخها
على فضاء يعزف وشوشات غير شرعيّة
بأنامل مشبوهة
وحقائق خاسئة
تلوّح بعصا الصّبار
ربّما نندلعُ معاّ
كشقاوة عنقوديّة يتساقط من حنجرتها
رفات طائشة
تشطر مرمريّة الرّوح العذراء
كضحايا اشتهاء هشّ
وضريبة ولاء مغمض الحوّاس …
ريم النقري