28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

أنا والشاهد…/ بقلم: آفين حمو

أنا والشاهد…/ بقلم: آفين حمو

ــــــــــــــــــــــ

أنا والشاهد

______________

اسمي شحاد

ّ أو هكذا لقبوني منذ ان تسولت

تينا …

ونجوماً

لست أدري

جميع الأبواب مغلقة بوجهي الآن

قدماي الحافيتان أدمنتا شوك المكان بأزقته

رجال قريتي مملون كثيراً بجلافتهم

أما أطفالها

صيادون مندفعون

يهرولون

مسرعين في الصباح الباكر

ليجمعوا الثعالب وحبات الخوخ والتين والنجوم المتساقطة في سلالهم

قبل أن تذوب في النهر

كلما شعرت بالجوع أسلي نفسي بالجذوع اليابسة

أجمع الحجارة الصغيرة أجففها كحبات العنب

وما أن تجف أخبأها خلف حائط المسجد

كي يزيد عددها وتكثر فيها البركة

لطالما وبخني شيخ الجامع على ذلك

بعد وفاته

أخذتها إلى قبره ليوزعه بمعرفته على فقراء العالم السفلي

ليسد جوعهم

تجاوز عمري الخمسين سنة

ليس لدي بيت وزوجة أو أطفال

الكل في قريتي يحسدونني على حياتي

أنا بدوري أدعو لهم بحياة سعيدة لا تشبه حياتي

احمل أسرار أبناء القرية فرداً فرداً

لي مع كل حجر من أحجارها ألف قصة

ألف ذكرى

اطلقت على كل حجر من أحجارها اسم

أحب كثيرا أن الهو

احيانا ..

اتمدد بجانب شجرة التين الكبيرة انزع قميصي عني

أدهن صدري بعسل التين

لتسرع جماعة النمل وتدب على صدري

وتشكل عربات تجرها الخيول

أحيانا كثيرة

تشكل مدافعها لتصوب ذخيرتها نحوي

فأسرع مندفعا باتجاه النهر لارمي نفسي في مياهه

واقضي على هجومها الكاسح

وأحيانا أخرى

أشكل من طين المستنقعات رجل طين حي

أتحدث إليه نتسامر في الليالي الصيفية فوق سطح المدرسة مع النجوم

ارعاه واعتني به احب تقاسيم وجهه ولا يهمني أن سخر أهل القرية منه

أحيانا كثيرة

تقتحم الهررة وحدتنا نتبادل الابتسامة بصمت

حين نخرج

أمشي معه تحت الظلال التي يحبها

أنزهه قليلا وأسليه بغبائي

الآن

لم يختلف الأمر كثيراً

سوى أنه وقف فوق راسي كشاهد على قبري

وأنا انظر له وابتسم.

افين حمو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.