أنلتقي أخي …. كجوقةِ عصافيرَ/ بقلم: مرام عطية

أنلتقي أخي …. كجوقةِ عصافيرَ/ بقلم: مرام عطية
__________________________
أنا وأنتَ كغرستي حقلٍ لفلاحٍ نشيطٍ، شربنا العذوبةَ من ساقيةٍ واحدةٍ، وطعمنا الأفراحَ والأحزانَ من صحنٍ واحدٍ، سرنا دروبَ السعي سويةً كنحلتينِ رشيقتين، اجتزنا المهالكَ معاً وقطعنا بعزيمةٍ الأشواكَ والأدغالِ، كسرب ماعزٍ لا تعيق خطواتهِ وعورة الطريقِ للجبالِ، درسنا في مدرسةِ الحياةِ ذاتها، نهلنا العلوم نفسها، وعلى ضفاف نهر الطفولةِ لعبنا ومرحنا كثيراً، كم صنعنا زوارقَ زرقاءَ لنسبحَ مع أحلامنا وراء البحارِ! وكم أطلقنا الطائراتِ الورقيةَ نحو النجومِ غير خائفين أن يبتلعها صاروخٌ معادٍ أو تفجرها سيارةٌ مفخخةٌ! وكم وعصينا وصايا أرزةِ الدارِ الحبيبةِ حين كان ينادينا التوتُ والخرنوبُ! أتذكرُ يا شقيقَ الروحِ، كيفُ جرينا طفلينِ سعيدينِ وسابقنا الأرانبَ والوعولَ غيرَ مبالينِ بخنادق الخذلانِ وعواصفِ الخيباتُ ؟!
كم بكينا واحتسينا مراراً من غضبِ الزمانِ كؤوسَ الظلمِ والحرمان! أتذكرُ كيفَ زرعنا أمنياتنا تحتَ الشمسِ؟ وما أجملها من أمنياتٍ !! بعضها صار أشجاراً مثمرةً وبعضها تلاشى كالسرابِ.
أترانا اليومَ وقد تاهتْ بنا الدروبُ، وقصمَ ظهرنا الغيابُ أترانا وقد تغيرتْ أحلامنا، ولبستْ ثوبَ الرجاءِ، نلتقي بعد اتساعِ الغيابِ كجوقةِ عصافيرٍ تعودُ لوطنها الأمِّ برحيلِ الشتاءِ ؟! فأنا لا حلمَ لي إلاَّ لقياكَ ولا منيةَ لفؤادي سوى أقمارُ وجنتيكَ تلوِّنُ خريفَ عمري بدفءِ الحبورِ.
______
مرام عطية
أتذكرُ كيفَ زرعنا أمنياتنا تحتَ الشمسِ؟ وما أجملها من أمنياتٍ !! بعضها صار أشجاراً مثمرةً وبعضها تلاشى كالسرابِ.
رائع