أوتار الحب/ بقلم: غفران سليمان
أوتار الحب/ بقلم: غفران سليمان
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بنى الحب على الأرض
أوابد تاريخية
نحت سواقي في الذاكرة
امتدت سهوله
ووديانه
ارتفعت قمم جباله
صعب تسلقها
من قبل الكراهية.
جعل عشب الربيع شافيا
لون أزهاره
نشر العطر في زوايا
نفوس متروكة.
لم يتغافل الحب عن الشتاء
نزع عنه أثوابه المبللة
تخلد أنيقا بألوان باهتة
استعارتها دور الأزياء العالمية.
غلف الرياح العاتية
داعب وجه الأطفال لاحق
أوراق الخريف بخفة.
للحب ذوق رفيع
صبغ مشاعر جدتي
وأثوابها بألوان مزركشة
غلف بالرضى سنينها الطويلة
للحب أيادي خفية
تتفجر ينابيع، ومياه نقية
تروي النفس
يزرعها الشهيق سنابل
لينبت الزفير أشعة كونية
تنشر الدفء والطمأنينة.
الحب لا يعرف المشورة
يدخل عنوة
تحمله نسمات الصيف
هدية لتائه وحيد
ضاع حلمه.
لا تشبع الحب الولائم الدائمة
ولا يصاب بالتخمة
صادق لكنه خبير بالسرقة
يسرق النوم والوقت
وتضج بالوشوشات عنه الأمكنة
يرمونه بحجارة الكره القاسية
يهرب بخفة
من بين قضبان العادات الصدئة.
يسكن الحب
قطرات الندى منذ الأزل
تلثم بمشورته
وجه الصباح بعد أن
يهرب الليل وظله.
يترك الحب أثار قدميه على نافذة
أم قضت وقتها منتظرة
داعب روحها
إلى حين عودة أبناءها
من المخاطر المحدقة
عزف الحب
على ذكرياتها
لحنا مسح قطرات العرق
ودموعها
الحائرة.
احتار الحب
فيما يفعله حيث
تجمعت أبخرة الوجع
على سرير عجوز تركه أبناءه.
الحب مراهق لا يدرك طيشه
يلعب مع صديقته الغيمة
يغطيان العشاق
ليسرقوا قبلة.
الحب فارس لا يترك سيفه
يجرح به وجه النهار
انتقاما ليتيم لم يسد
جوعه.
يرافق الحبُ الثائر
يركض معه إلى الحرية.
يرقع الحب ثوب
طفلة ودعتها البراءة في بيئة
لا تعرف الرأفة.
كتب بحبره الأحمر
على جبين النفوس المتعبة
أستميح عذرا كفوفكم الدامية
أنعي نفسي من قلوب
سرقت منكم العافية
بلا رحمة.
كل يوم
يرتدي الحب ثيابا ملونة
تتزين بها
العوالم كافة.
غفران سليمان كوسا
