إلى أين/ عزة بوقاعدة

إلى أين؟
والغيمة التي حملتني إليك
تلاشت!
أناديك بصوت يرتجف
ل ق د… دسوا لي
السم في الكلمات
وبي مس يجلس
على ضوء شمعتين!
إلى أين؟
والقمر قد مضى
في حال سبيله
وقد نسيت أن تلون
أوراق الشجر
في لوحة الربيع
كيف تترك حصانك
النافق يدمي عيني
والغراب ذهب لصيد
يقف على الغصن
مغرورق بالظل
إلى أين؟
سرب ُ يمام حط على مقربة
والأسد يفترسه الغضب
هل سيكتفي بواحدة؟ اثنتين… ثلاث
نظرة إليها وأخرى إلي
وجهه المنعكس على الماء
له رغبة مخنوقة في عنق النبع
إلى أين؟
وكنت الهادئة الجميلة
أتقاسم معك الغبار والنثار
الحرير والفراغ المدمن
الحرب الواقفة عند الباب
الموت الأبيض الذي
ينمو في عيون الأطفال
أأناول أشواقي للمقصلة!
وأرمي بضاعتي لنار
وأعدم الزمن القادم
في قهقهة منحطة!
إلى أين؟
ولا حيلة لي_ في مدينة مقفرة_
كلما ودعتها
قفزة… قفزتان
عُدتُ كالضوء المنكسر
بأفكار ضجرة
وبقلب كهل يرعبه
مأوى العجزة
وها هو الشتاء يهذي
طول الليالي والصباحات
كالمجنون يدور
في محيط الظلمات والأنوار
إلى أين؟
وفمي تملأه كلماتك
واسمك لم تذكره القواميس
كيف أبرر غيابك
إن غطوني بالسؤال الكبير
هل أخبرهم الحقيقة (أو ما يشبهها)؟
أنك غارق بين ضِفتي كتاب
كيف لي!
أن أرقص وحيدة التانغو
من يهمس لي كلمات الغزل
ويسمعني
قصص القطط الخرافية
والأفاعي الأفريقية
لقد
كنت
هنا
دائما
تنهي ترحالك في حضني.
بقلم: عزة بوقاعدة
عزة بوقاعدة قلم راقي