الأهوار يابسة جدا / بقلم: وليد المسعودي

الأهوار يابسة جدا
ـــــــــ
الأهوار يابسة جدا
السماء فقط غيوم سوداء
ترتجف هذه الريح مثلهم
هؤلاء اللصوص من المدائن الفقيرة
لا عشق لهم للطيور
القصب حزين
لأنه جمع نياشين موت قادم
في العراق
عمائم سوداء تهرول نحو ركوب الحمير
لتنجو من حضها العاثر
كخرقة بالية لا يرتديها أحد
لمعان وبرق سيمحو آثار الأطفال
وهم يركضون نحو الأعراس
على ضفة النهر الحزين
لا شيء سوى شبابهم المغدور
وشموع مطفأة
الأهوار يابسة جدا
أبواب العراق تفتح
على نهار ميت
وعصافير بلا أجنحة
بين زقاق وشارع حزين
هناك النسوة جالسات
عند عزاء شعلة ثائرة
في الغروب يتأملن الرصاص
وهو يعانق السماء
يا ترى أين ستسقط هذه الشظايا
في منازل أشباح
أم في مقهى دائري
لا يعرف سوى السباب
كأغنية للزمن
الذي تعكسه الوجوه الكالحة
الأهوار يابسة جدا
سينتهي هذا الصيف
على حدائق متربة
ومصاطب لا تجلس عليها العجائز
على الطريق المؤدي إلى المدينة
ثمة أجساد
دق ما دق في عظامها الجوع
ولا غطاء للحزن العابر
من النوافذ المكسورة
غربان كثيرة تحوم
حول اللقمة المغمسة بالذل
لا تترك الحدائق
إلا وهي تسرق منها
بعض الأوراق الصفراء
شجرة السدر أصبحت لا تظلل
سوى البنادق
ونيران تحملها الأيدي
إلى العالم الآخر
جثث هامدة.
وليد المسعودي
العراق ـ بغداد