التمسك بثقافة وإنسانية العقول/ بقلم: منى فتحي حامد

التمسك بثقافة وإنسانية العقول
بقلم: منى فتحي حامد _ مصر
ـــــــــــــــــــــ
ثقافة الإعتذار منظومة أخلاق دينية واجتماعية
يجب أن يهتم بها الجميع و يحرص عليها الأفراد في مجتمعاتنا المختلفة ، حتى ينشأ مجتمع سوي ، معتدلاً في شتى السلوكيات ، خاليا من الأنانية و التفاخر و الأحقاد مع معاملة الناس بالنفور أو كأنهم غرباء …
فيجب أن تتوالد بكثرة سمة الاعتذار التي تعم المجتمعات وسائر الأوطان بالترابط ووحدة المودة مع الفِكر والثقافة والتراحم والعطاء …
فنتساءل كيف نتعامل معها ؟
هل بالانجذاب والفعل الحقيقي، أم بالتمادي مع الرفض وتجاهل الاعتراف بأن التراجع عن الأخطاء فضيلة.
نلاحظ أن أغلب الشعوب والبلدان تسعى نحو تعزيز أدب الاعتذار في مناهجها التربوية بهدف تعليم مجتمعاتها السلوك والعادات السامية الصحيحة، فكل منا يخطئ، لكن التسامح والمغفرة والاعتذار والبداية الجديدة، تعم البشرية بالارتقاء وبالتعلم، وبالسلام والأمان إلى نهاية الدنيا ….
وهذا يكون طرحا مفيدا لأبنائنا من خلال تواجد هذه القيم المرتبطة بثقافة الاعتذار بمناهجهم الدراسية المتنوعة، التي تعمل على إثراء الحدس النقي ونمو الآداب الأخلاقية التربوية السليمة …
لكننا أحيانا تأخذنا الدهشة والتعجب من بعض الأمور المتعلقة بثقافة الاعتذار …
فالبعض يلجأ إليها عندما تتعرض العلاقات الاجتماعية إلى الاختلال وسوء الفهم، وهذا يكون خطأ كبيراً، فيجب عليهم أن يتعاملوا معها عند أوقات الترابط والتماسك كمثل أوقات التفكك وعدم النجاح، حتى تثمر هذه الثقافة الراقية الأكثر والمزيد من تلك النجاحات في شتى المجالات بمختلف الميادين القائمة على المحبة المتعددة، وترسيخ روح الاعتزاز والأصالة بمشاعر الإنسانية والوطنية المتحابة المتآخية.
وقد ربطت هذه الفضيلة الأسرة والمجتمع بفلسفة تهذيب السلوك، كما يصفها علماء الاجتماع والنفس، لأنها إقرار بالذنب نتيجة ارتكاب الخطأ أو الزلل في انتهاك منظومة القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية.
فتعتبر ثقافة الاعتذار البناء الأساسي في تكوين الشخصية السوية الحقيقية، الخالية من الرياء والتدليس والنفاق، والتي تتعامل مع الخير والعطاء والتنمية وتعديل الذات من أي رسوب عادات سلبية، مع تنمية وتعزيز بنية العلاقات الاجتماعية والتربوية والثقافية …. إلخ من تلك الترابطات السامية بمنظومة مجتمعاتنا المتعددة.
فهذه الثقافة الراقية تجعل كل منا له المقدرة
على الاعتراف بأخطائه، والتحسين من سلبياته الذاتية، من قبل أن يلتفت أو يهتم بتعديل سلوكيات أخطاء الآخرين …
ويختلف توقيت الاعتذار من شخص إلى آخر، باختلاف الزمان والمكان الذي يجمع بين الطرفين، وأيضا باختلاف لغة الحوار المناسبة التي تنشأ بينهما، حتى يتم قبول كل منهما للشخص الآخر ….
أيضا باختلاف نوع الطريقة المناسبة التي تعبر عن ثقافة الاعتذار ، من حيث هل يصبح بالكلمة أم بالفعل ، و هل بين اثنين أم أمام أغلب الأشخاص ، و هل يتواجد بالسر أم بالعلانية ….
ومع نهاية تلك العبارات، يجب علينا ألا تتجاهل تلك السمة الطيبة الأخلاقية، النابعة من رقي العقل وإنسانية المشاعر الوجدانية، بالتعامل الإيجابي معها بالثقافة ونبض الإرشاد والتوعية ….
فتلك الثقافة الخاصة بالاعتذار ناتجة من تواضع ورحمة ومغفرة والتعلم من كافة الأخطاء ، حتى نتجنبها و نبتعد عنها ، و تظل مجتمعاتنا سامية بالفلاح و تحسين الفكر الإنساني و تناقص الأخطاء و التفاخر و الكبرياء و عشق الذات …