28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

الرابعة فجرًا/ بقلم: محمد الحميدي

الرابعة فجرًا/ بقلم: محمد الحميدي

ــــــــــــــــــــ

تسلية فاشلة …

جربتُ
كل الوسائل لإنتزاع ذكرياتكِ
من أحشاء دماغي، اِرتطمتُ بِرأسي، قفزتُ من علوٍ شاهق
لِتسقط، ولم ينفع…

آخر محاولة كانت بِإجراء عميلة
خيانة.

ذهبتُ
إلى البار؛ حيث توزع القُبل بالمجان
ويُعمد الرقص إلهًا…
رأيتُ امرأة في رُكْنِه، تشرب حزنها بِشراهة.
اِتجهتُ صوبها لأجلس معها..
اِقتربتُ منها،
إلى أقصى حد، وتكلمتُ بِصوتٍ تسمعه
أنا مصاب بِامرأة، وأحتاج إلى التخدير
لِإجراء عملية اِستِئصال لها؛
هل أجده عندكِ ؟

ردتْ
أنا امرأة، حاملة بِالحزن في محاولته الثانية لِلانتحار؛ هل
أجد عندك حبل ؟

جلستُ معها
وتقاسمنا نقاط ضعفنا بِالتساوي.
كنتُ أرتكب خيانتي الأولى وحماقتي الثانية، وأنتزع
منها الألفاظ
بِثرثرة فكاهية..
وكانت تحاول النجاة متمسكة بِأظرف فكاهة لتتنفس.
أدركتُ بِأننا ضحايا من يشبِهُنا، نقتاد إليهم بِكامل الانتحار.

الرابعة فجرًا
يطلب منا النادل المغادرة حتي يغلق البار،
نهضنا مغادرين..
وكان الحساب ينتظرنا..
ولكن لم نتناول أي وجبة. ربما الألم له ثمن أيضًا..

غادرتْ
وغادرتُ أنا؛ غرباء، لم نتبادل حتى الأسماء..

صباح تلك الليلة،
اِستيقظتُ
وكان الصداع قد اِستيقظ قبلي، وأعد لي وجبة
صراخ كافية لتصديع جدران غرفتي.

وكعادتي
أتخلص من أعبائي في مذكرتي

“بِالأمس
لم استطيع نسيانكِ
ولكن على ما يبدو بِأن الخريف القادم
سـتسقطين مع الأقنعة التي ارتديتُها، وسأعود
للرقص عاريًا”..

2020-8-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.