السِرُّ المَمْنُوع/ بقلم: هيام الشرع

السِرُّ المَمْنُوع.
بقلم: هيام الشرع
ـــــــــــــــــ
الحياةُ كُلُّها وهم…كأنَّها حُلمٌ
يَجري بلا هَوَادَة
في مِضمارِ الزَّمن
تَراجَعْ أيُّها الزَّمنُ
وسَرحْ ضَحَكاتِكَ في الفضاءِ
تَراجَعْ عن طَيرانِكَ
وأعِدنِي إلى الوَراءِ
طٍفلةً بَريئةً
تَحرسُهَا مَلائِكةُ السَّماءِ
هي أشْراكٌ مُنتَشِيَةٌ
كُلَّ ما فيها يُفْتَنُ ويُغرّي
يَصْرُخُ وَيَعْوِي
تَتَعَجَّل رَحيل صباحاتي
وأَنا ما بَينَ اغْفَاءَة
في عَالمٍ جميلٍ عُذْريّ
أَمرَحُ كَفرَاشَةٍ أحْمل لَحني
من سَمْفُونِيَةِ الحياة وأعزفهُ
في رُكنٍ مَشحُون بالأَشجَارِ
تَتمَايلُ لِمَيلِي زَنَابِق الْأَنهَارِ
وَبَينَ صَحوَة رُوحي المُدَنَّفَةِ
فِي عَالَمٍ مَفلُوجٍ عَليلٍ
تَلفظُهُ كُلُّ يومٍ
أَنفَاسُ ليلي الأسحمِ
اِعْتَنَقَ هَجيرُ شَوقِيّ لِلأَمسِ
مَذْهَب اللَّيل الطَّوِيل
وَتَحتَ كِسَائِها الْمَحمُومِ
استَشرَى الشَّجَنُ
في شَرَايين سُهَادِي
فَتناثَرَتْ الأَشِلاءُ تَبكي الآهَات
ورحلتْ إلى بعيدٍ أَرَقُّ الكَلِمَات
ووقَفَ ظلِّيّ مَذهُولاً صَامتاً
كَصَمَت زَهرَة مُصفَّرَة
يَسْتَطْلِعُ أَحلَاماً مُمَزَّقَة
لَفَحَتهَا أَنَات مُتَقَطِّعَةٌ
كمَا تَلفَحُ أَلسِنَةُ النِّيرَان
شَيئًا رقيقاً فَتُشعِلُهُ
فمَا هُوَ سِرُّ لُعبة الحياة…؟
وَكيفَ يَكُونُ الفَوْزُ بِمرَاسِيها
إِنْ لَمْ تَحنِي طَوعاً
رُؤُوسُ الأَقدَارِ نَوَاصِيهَا…؟