العهود الأولى/ بقلم: سامح ادور سعدالله

العهود الأولى/ بقلم: سامح ادور سعدالله
ـــــــــــــــــ
العهود الأولى
يا تاريخ الأمم تكلم
كنت صامت وإن
خبرني وخبرهم
علمني وعلمهم
كيف كنت بالأمسِ
وما صار إليه يومي
أنجدني وأن كنت عاجز
فما عاد لي سواك هنا يعرفني
قد أرهقني طول المسير
وألهب ظهري سياط العبيد
وأجبرتني جروحي على التغيير
لم يعد سوى حلما
بها أكمل أيامي التي لا تسير
أو وهاما ربما يوما يصير
بين الأوهام حقيقية
تخاف نفسي وترتعد
من كل قادما أو مبتعد
تجور الساعات عليا
كأنها وحش بأنياب فولاذية
تدور عقاربها حول عنقي
يحبس أنفاس سرمدية
يخنق وردة القلب الدهرية
لا تجدي محاولات الهروب
فهناك يجلس بالقرب يتابع
خطوتي همساتي التي
لا تغيب
قد عهدت من قبل نفسي
ألا أترك أملي
مع الريح ويضيع
ولكنني سئمت وجه المغيب
الذي يفرض حناج الظلمة الكئيب
أعزل الحال ارثي يوما فيه
كنت
جبلا لا يعنى بخطب
الدهور
وأن كنت وحدي
بمعزل عن كل رفيق وصديق
تسرب الخوف بالوريد
صار دمي يجري بين العروق
بلا نبض
بلا حياة