27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

الفيتوري شاعر بلا أرض / بقلم: زيد الطهراوي

 

 

 

 

 

 

الفيتوري شاعر بلا أرض / بقلم: زيد الطهراوي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولد شاعرنا محمد الفيتوري في السودان ونشأ في مصر ودرس فيها وترك الجامعة ليعمل في الصحافة التي تفتحت مواهبه في ظلالها

وعكس ديوان الشاعر الأول (أغاني أفريقيا) غضباً فكرياً على كل تمييز عنصري بين الإنسان وأخيه الإنسان ففي هذا الديوان يعلن الشاعر أمام العالم أنه زنجي أسود وأنه لا ينكر هذه الحقيقة وأنه راض بهذه الحقيقة ولا يتألم بسببها ولكنه يرفض أن يعامل بانتقاص بسببها

يقول :(قلها لا تجبن .. لا تجبن قلها في وجه البشرية/أنا زنجي وأبي زنجي الجد وأمي زنجية/أنا أسود. أسود لكـنى حر أمتلك الحرية)

ويرحل الشاعر إلى السودان ليكون شاعر دبلوماسيا وتحط به عصا الترحال في لبنان بلاد الثقافة والحرية فهدأ الشاعر الذي كانت حساسيته سبباً في بعض شقائه وهو الذي قال :(لم تشقني دمامتي في الورى/لم تشقني إلا حساسيتي) وأحب فتاة لبنانية لم يتيسر له الزواج بها بسبب معارضة أهلها لاختلاف الدين

و لكنها ألهمته ديوانه :(ابتسمي حتى تمر الخيل) و رثى شاعرنا الفيتوري عبد الخالق محجوب الذي ساعد الانقلاب على الرئيس جعفر النميري عام 1971م و حكم عليه بالإعدام فتم فصل الشاعر من عمله و سحب جنسيته منه ليصبح تائها يبحث عن أرض و ينتبه القذافي إلى أن جذور الشاعر ليبية فيعينه  دبلوماسيا في إيطاليا و لبنان إلى أن يستقر في المغرب العربي و حين غادر القذافي الحكم و الدنيا سحبت ليبيا من الشاعر جنسيته و فصلته من وظيفته ليعود الشاعر بلا أرض يصارع المرض و الغربة و الفقر وحيداً لم يقف بجانبه إلا زوجته المغربية التي كافحت معه و صمدت أمام الظلم الذي تعرض له زوجها بكبرياء و حزن

حين كانت المساعدات الأخيرة تحاول أن تشق طريقها إلى الشاعر المريض لتكتسب مجدا زائفا وشهرة ملوثة بآلام الشاعر الكبير

ومات سلطان العشاق بثورته وصوفيته وهو الذي تنبأ بأن يشرق الصبح منهيا عذاب الإنسان ومعلنا بانتهاء السجن والسجان

 

زيد الطهراوي

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.