المخدرات… الإرهاب الأشد فتكا / بقلم: خالد السلامي

المخدرات… الإرهاب الأشد فتكا
بقلم: خالد السلامي
ـــــــــــــ
تعد المخدرات حلقة أساسية من حلقات الاستهداف المبرمج للشباب العربي خصوصا والإسلامي عموما إضافة إلى العديد من الحلقات الأخرى الهادفة إلى تدمير المجتمع العربي والإسلامي فقد تكفلت تلك الحلقات منذ اقتراب القرن الماضي من نهايته بتدمير المجتمع العربي والإسلامي حيث الحروب والحصارات والغزو ثم تصاعدت بشكل كبير وملفت للنظر بعد بداية القرن الحالي عن طريق الغزو الثقافي والمؤامرات المتتالية ابتداء من مسرحية ١١ أيلول ٢٠٠١ مرورا بغزو أفغانستان ثم العراق وتشويه صورة الإنسان العربي والمسلم على انه إنسان همجي إرهابي مجرم لا يعرف سوى القتل والدمار، لتأتي بعد كل هذا لعبة الربيع العربي هذه الأكذوبة التي فتحت كل أبواب الوطن العربي على مصاريعها لجميع أنواع الفتن مستغلين تكنلوجيا النت والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها التي صارت لا تعد ولا تحصى لِبَث السموم الثقافية والأخلاقية والاجتماعية فتمكنوا من تأنيث الشباب العربي وتذكير فتياته من خلال الملبس الذي صار ضيقا جدا وممزقا وبنصف حجاب والان بلا حجاب ثم الشكل والمكياج والميوعة والخدر الذي أصاب الأمة بكاملها بسبب هذا الغزو المبرمج الذي لم يجد للأسف من يقاومه دينيا وثقافيا واجتماعيا ولا حتى سياسيا بل بالعكس وجد السياسيون فيه فرصتهم وضالتهم لإلهاء الناس عنهم ثم جاءونا بمحاولات حثيثة لإدخال ما يسمى بمجتمع المثليين وشرعنته في مجتمعاتنا التي كانت إلى وقت قريب ترفض كل أنواع هذا الغزو المدمر .
وكأيٍ من حلقات التآمر أعلاه فلابد لآفة المخدرات الإرهابية من عوامل تساعدها على التفشي في أوساط المجتمع وخصوصا شريحة الشباب وتعتبر البطالة من اهم تلك العوامل التي تجعل من الشباب الباحث عن فرصة عمل تعينه على تحقيق ذاته وتأمين حاجته وبناء أسرته ولم يصل إليها عرضة وهدفا بل وصيدا سهلا لمروجي تلك الآفة الساعين لتدمير الشباب وإشغاله بنفسه وتخريب عقله في نشوة مؤقتة تضيع مستقبله بالإضافة إلى عدم وجود القوانين اللازمة والحازمة لمعاقبة المروجين قبل المتعاطين لها بعقوبات اشد حزما وصرامة لان المروج يعتبر اخطر من المتعاطي فالمتعاطي قد يؤذي نفسه ولكن المروج يدمر مجتمع بكامله ومن الطبيعي والواقعي أن لا يكون المروجين من فقراء المجتمع كما هو حال ضحاياهم بل هم شبكات مافيا كبيرة تقف وراءها دول ومؤسسات وتنظيمات محلية وإقليمية وعالمية للاستفادة منها في تمويل مؤامراتها بل وصارت مصدرا مهما لتمويل موازنات بعض الدول والمؤسسات والتنظيمات إضافة إلى الهدف الأهم وهو تدمير المجتمعات المستهدفة وهذا يستدعي وجود دولة قوية متمكنة من ضبط حدودها وموانئها ومطاراتها مع إصدار قوانين لا تتسامح مطلقا مع المروج أولا ثم المتعاطي ثانيا وبهذا يمكن أن تجفف منابع تلك الآفة القاتلة والتي لا تقل خطورتها عن كل أشكال الإرهاب والفساد الأخرى الأمنية منها والسياسية والاقتصادية لذا صار من الضروري أن تلفت كل حكومات الوطن والبلاد الإسلامية لهذا الخطر المحدق بمجتمعاتها التي تعتبر الهدف الأول لكل ذلك التآمر وتلك المؤامرات .