28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

انفلات…/ بقلم: نبيهة علاية

 

 

 

 

 

 

 

 

انفلات…/ بقلم: نبيهة علاية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

النظر نحو الأفق

أول درس تتعلمه في المسرح

الأكتاف ترفع الرأس نحو الأفق

الأفق هو المسرح

ثقل الجسد على الخشبة وهو يرسم عنفوانه

شغف اللحظة

****

عادة ما أمسك المصدح بيدي اليمنى

أعدل الإيقاع من الرأس إلى القدمين

اكتب باليمنى ..وأاخذ القرارات الصعبة أيضا باليمنى

يدي اليسرى سكرانة

منفلتة حين يقتضي الأمر ذلك

لما أصدح بالنثر تكون صوتي

اتركها تتمايل وتصارع الفوضى

أتعمد استفزازها كي تؤثر على مزاج الجمهور وتربكهم.

****

يغريني الرجل الأطول مني وإهابه أحيانا

رغم أني أشعر بندية الأكتاف والثقل مع من هم في طولي

ويصلني اتقاد الضوء في العينين

رغبة جامحة للقبل الصامتة الجريئة

حالة توق إلى الحرية

وكأنه مشهد سريالي

يتوقف حين تشتعل الأضواء على المسرح

ويصفق الجمهور.

الرجل الطويل لا يقاوم

كالفودكا

يفقدني السيطرة على جسدي

أضيع الأفق أشعر وكأن الكون كله في قبضته

أتحول إلى روح وكل ثقلي كتلة مشاعر كثيفة الأنوثة.

حين يمسك بيدي

تخطفني شقاوة الطفولة تخاطب خطاي خطاه

كأني طفلة كل ما تركض ترتفع طائرتها الورقية تحلق نحو أفق أبعد.

أحب أن أضع ثقلي على صدره ويغمرني بعمق

تفيض حواسي حتى أني أشعر وكأني في حلم.

يثبتني من كتفيي، يداعب شعري، يمرر أصابعه على وجهي وارتفع!

تباغتني قبلة أولى أشبه بالسحر

القبلة الثانية نزقة لا أكثر ولا أقل

أتكاثف نحو العنق

أتمدد

القبلة الثالثة حرارة روح كالخيال

هكذا هي جاذبية الظل تتكاثف من ذاتها.

*****

سيدي بوسعيد

حالة حبية روحانية

وقفت بذات الثقل

انظر نحو الأفق

حين مددت لك يدي

انبلج مطر شديد التخاطر

القبلة الأولى

القبلة الثانية

القبلة الثالثة

الرابعة

الخامسة ;

قبلة تحدي تضرب عرض حائط رجال السلطة

وقصورهم المبرمجة بكاميرا مراقبة

نظرة ثاقبة لامرأة سوداء البشرة

هستيريا ضحك

تخرج من داخل أنثى لعوب

النظرات المرتبكة كانت مغرية أيضا

كنت أحب أن أمسح العرق الخجول

بكل ما أملك من دهاء

أكيد لك المزيد من القبل

الرجل الطويل لا يقاوم

كالفودكا حين تتسرب في العروق

تتلاشى كل الكليشيهات التي نضعها في الحب واللذة

هكذا كنت ارتفعت

بنفس الثقل

انظر نحو الأفق

متمسكة بمطريتي

سقطت على نفسي دفعة واحدة

وانقلب الظل على ظله

لم يصفق لي الجمهور

لم تلعني نظرة امرأة سوداء البشرة

حتى المطر توقف من شدة الوطأة

تلاشى ..

كتفي الأيمن مكسور

يدي اليمنى ما عادت تأخذ قرارات صعبة

لا تصدح لا تفكر لا تكتب

يدي اليسرى بكل انحلالها تخدر في الألم

تكتب بكل سكرها

انفلاتا يقلب جاذبية الظل.

 

نبيهة علاية

جانفي 2020

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.