28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

برًا، جوًا، بحرًا… /بقلم: محمود سنكري

برًا، جوًا، بحرًا… /بقلم: محمود سنكري

ــــــــــــ

 

و أقبل وجهك في أيلول

يقول التين و المطر

ليكتبني بلغة الورد و الندى

و ما أرقاه بوح السحر

و أقبلتِ تقودين الدهشة

فأنما حللتِ نهض الشجر

في أيلول أنتِ أحلى

كما تعوّدكِ كل شهر

تحملين في يدك قصيدة

و في الأخرى شجر

حسبي و حسبك أن تظلي

دائما و رحيق الزهر

سراً يمزقني دونه الخبر

فلطالما استفحل النور

لطالما انتشر

فجر الشعر أنت ويشهد النبع

و المعلقات العشر

أنكِ المتنبي بل كل تاريخ

الشعر و الدرر

وكل يوم شيئاً فشيئاً وجهك

يسقط في البحر

كنصف هلال حزين أو كفرح

مكتمل البدر

أحبك في تفجر البراكين

بين أصابعي أنهار خطر

بين قول أول الأنبياء

إلى قيام الساعة و الحشر

أحبك فوق الإحساس والبصر

حرائقاً حتى الهشيم و البخر

حتى اقتحام المجرات

حتى ارتكاب قصائد الجمر

أحبكِ كي أنتشل القصيد

من تحت سياط رعاة البقر

و أدخل في عينيكِ

في زمن البنفسج وأوان الزهر

أدخل في زمن الربيع

وأشعل بالقصيد الصوان والصخر

و سأنقشك فوق جدار القمر

على جذوع الشجر ..فوق المطر

أسقي بك السنابل

و أطعم منك الثمر

أحكيكِ فوق الكواكب لترتاح

وتمسح عنها غبار السفر

و أرسمك فوق عقيق السحر

أحفر نوركِ فوق حدود السماء

ليبزغ و يحلو القدر

أكتبك فراشاً حتى تستوطن

وتسيطر كل حقول الزهر

و أرسم زمزم عطرك على حباته

كي لا تعطش حباته المطر

على كل غصن ليخضوضر

بنورك الماء و الحجر

و أقولك شهباً على جدائل

الشمس أحلى خبر

أبعد كل هذا لديك جديد خبر ؟

إذن هاته فكل جديد الأخبار

أنت فيه الخبر

فلا ترديني إذا ما حملتٌ

لبن العصفور وأتيتك كالنسر

فأنت المصّورة في مياه عيوني

فكيف أكتم سراً في شرايين

صوتي انحفر

يجتاحني قمح يديك يحاصرني

براً و جواً و بحر

وعرائش ورد عينيك تلفني

أين الهروب بل أين المفر

فأنا مؤمن و مستسلم و منقاد

من ذا الذي يوقف …

القضاء و القدر.

محمود_سنكري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.