28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

بعد وقت…/ بقلم: صباح سعيد السباعي

بعد وقت…/ بقلم: صباح سعيد السباعي

ـــــــــــــــــ

 

 

حاولتُ إنقاذه؛ وقد وقع في مطبّ من رضوض حياتي، وقد تمركز خفية عني في نصّ كتبته، مددتُ يدي، لم يرها، وكأنه يحاول التملص مني، أو كان متعمدًا التجاهل، فهو لديه مايشغله، يريد الخروج من مأزقه لوحده، ليثبتَ لنفسه أنه هو المسؤول عن السباحة في بحيرة ظنّ أن عمقها معقول جدًا.

ظنّ أن دربته ستخرجه سالمًا،رفعتُ صوتي بنداء له، أخلي مسؤوليتي فأنا لم أكن أعرف أن العقل يستنسخ مراحل الألم، ويضعها في مكان يناسبه، مغطى بكلمات ما إن تحركها تقع في جوفه، يتركك تقارن بين مسافاتك المهدورة، ومسافة غيرك

بين نارين لتعرف أيهما أجمل، وهل الألم القديم جميل، والأحدث ماذا عنه؟

أسمعه يقول:

أنا لا أشبهكَ، لكن هناك نقطة تجمعنا، رضوضي نتشتْ من جديد هنا، كانت غامقة لاذعة شربتها سابقًا مع القهوة، ولبستُ قميصي وربطة العنق، وتوجهتُ لعملي، اتصلتْ بحبيبتي بصوت يشبه الفرح فصدقته، وبعد المكالمة بكيت لا أدري لماذا؟

الآن النكهة مالحة جدا، كأن البحر صبّ ملوحته في حلقي.

كأنه جرفَ صوري لكنها لاتشبهني

كنت هزيلًا فيها، أحمل وردة جافة

مع أني لم أحمل وردة وحيدة بيدي

كنتُ أحمل ساعة، كيف اختفت من الصورة.

رسائلي القصيرة أمامي دون اسمي،

يغادر واقفًا على رصيف النصّ، يعلن شراء الحبّ، فمن يبيع؟

رصدته في الحياة، شارد الذهن يلبس الثياب نفسها بوجه جديد، يتحسس وجعه المغيّب ألقيتُ السلام، فرددت أنا، وهو صامت ينتظرني.

خبزنا ابتسامة وكانت وجبة فطور.

 

صباح سعيد السباعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.