بيتي العتيق…/ بقلم: علي العجيل

بيتي العتيق…/ بقلم: علي العجيل
ـــــــــــــــــــ
” لا شارع يفهم نافذتي .!”
-يقول الغريب في سره –
ويصرخ بصوتٍ مبحوح :
أُيّها العالم الموحِش
أُريدُ بيتي .
…
مُنّذ عدة سنين وعقدة البيت تلازمني
سكّنتُ عدة بيوت ، وهجرتُ أخرى
سرقتُ الكثير من النوافذ
قسمتها على جميع الشوارع
و حصّلتُها كلها في قلبي
والنتيجة : غربة .
…
مذ هجرتُ بيتي
والشوارع غريبة
-يُخاطب نافذته الجديدة-
والغبية لا تجيب .
…
كان لي بيت
معزولٌ عن البرد
يجمعُ كلّ أحبتي
في زوايا دافئة
وكنّا -من شدة الدفئ-
نرسم بيتاً نائماً
داخل البيت
الذي لا ينام
…
أنا أيضاً
ك-بيتيَّ العتيق
لا أنام.
…
صار لي بيت
منسّياً فيه
من أول زاوية
إلى أخر نافذة
وصرتُ- من شدة البرد-
أرسم بيتاً دافئاً لا ينام
داخل البيت البارد
الذي لا يصحو
…
أنا أيضاً
ك-بيتيَّ الجديد
لا أصحو .
…
كان لي بيت ، ولكنّه الآن بعيد
-يقول الغريب بغصّة-
ويكمل صراخه
عبر النافذة الغبية :
أُيّها العالم الموحِش
الآن
أين أبيت !؟
وبيتي الجديد بارد
وبيتي العتيق بعيد .
..
| أين أبيت وبيتي بعيد .|