28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

تَرانيْـــــم/ بقلم: خديجة بن عادل

 

 

 

 

تَرانيْـــــم/ بقلم: خديجة بن عادل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تَرانيْـــــم

نورُ وجْهِكَ مَرسومٌ عَلَى الأشياءِ

طاغٍ كالنَّجمِ فيْ السَّماءِ

فيْ رؤاهُ قبائلُ اللَيل تتهجَّدُ وَترضاهُ احتواءً

وَالياسَمينُ يتعلَّمُ كيفَ يفوْحُ شذاهُ

أضواءُهُ تغازِلُ نَسائمَ مُهْجتيْ

وَتثيرنيْ حتّى أبوحَ بالأسرارِ

مَن توّجكَ للتّحكمِ فيْ أنفاسِ التّوقِ؟

مَن علّمكَ الوَهجَ فيْ بيداءِ عُمْريْ

وولاّكَ لِتدسَّ سِهامكَ

فيْ قلب الدُّجى

كيف ليْ ألا أتحسّسَ جُموحَ الشَّوقِ

ومعزوفَتُكَ تَطْفو عَلَى الْهَوى

تتَغلغل بِالغَنج وَالطرَاوة عَلَى كُلّ وَرْديْ

أأتمرَّغُ فيْ رَقْصِ الوجوْدِ؟

عِطرك الْماكرُ يستأنفُ حديثَ الجُنونِ

ويَغرفُ مِنَ الظَّمأ الْمَدفونِ

شَغَفاً يلْثُمُ عُمْقَ الذَّاتْ

فَيُعيدُ تَصْنيعَهُ فَرحاً يُشِعُّ تِلاواتْ

ألَمَستَ هَوسَ العُيونِ؟

فيا لَوْحَ عِشْقيَ الأزليّ

اقلبْ سحابةَ فُصوليْ لأكونَ لكَ أحْجيةَ مَطرٍ

وَدَعْ خِلخاليْ يغرَقُ فيْ رافدٍ استثنائي

لينبُتَ التّوتُ والعِنَّابُ

واحْصُدْ القُطوفَ بحلاوَة نيْسانْ

تُجرْجرُنيْ همساتُك نَحْوَ عَذْبِ التَّحْليقِ

أصيرُ كمَنْجةً تُشاكسُ حَفِيفَ الهَذي

فأغيبُ عَنْ وَعيي ولا أسْتفيقُ

تعلّمنيْ شِفاهُكَ لُغَةَ البَلاغَةِ

ويعْلو شِعريْ بِالتَنهيد

فَكَيفَ لا أتوهُ فيْ نَفَحاتِ الأزْرَقِ؟

يَقولُكَ الرّبيعُ رُويْدًا رُوَيْدًا

وأنا أضُمُّكَ عَلَى مَهْلٍ كَمَا وَصَايا الرّبيعِ

يَمْتصُّ الشَوْقُ مِِِنّيْ لوعاً

وَتَفيضُ عَلَى ثغريْ حُروْفُ النّداءْ

تُشهرُ عَيْنَاك نِبالَ الغِوايةِ

والنِّبالُ فيٍ عُرفِ العاشِقينَ دَواءْ

هلّا لَبَّيْتَ نِدائي لألبَسَ حُبِّكَ كما الرِداءْ؟

حِيْنَ ترْتعشُ رُموشُكَ تَهُدُّنيْ

وتَزْرعُ الدِّفءَ فيْ عمْقِ الشِّتاءْ

أيا ربيعَ الرّوْحِ أنهكتَ مَعالميْ

وأقَمْتَ مَشَانِقَكَ فيْ دمِيْ

فنضَجَتْ القوافيْ غِزْلاناً

تُناغيْ بالمَواويْلِ حريْرًا وَنَــــارًا

اقتحِمْ نافِذتيْ

أوراقيْ مُسافرةٌ عَلَى أجْنِحةِ الوَقْتِ

وَحكايتيْ نَهرٌ يَشُقُّ لُبابَ الصَّمْتِ

وَيُرتِّبُ الفَوضى فيْ عتْمةِ اللونِ بشقاوةِ المَاءْ

هلّا فَكَكْتَ أزْرارَ الهَوَسَ لِلْموْجِ؟

هُزَّ ما بَينيْ وَبَينيْ

وَدَعْنا نَنامُ عَلَى ناصِيَةِ الفَرَحِ

أغْنيةَ وَلَعٍ وَدَلعٍ تُطْربُ السَّمْعَ

ونكتُبُ قصيدتَنا على سنديانَةِ العُمْرِ ببربريَّةِ الحِبْرِ

يـــا تعويذة إدْماني

أرسُمُكَ بِلَوحَةَ غَرامٍ لَنْ يأتيْ مِثْلَهَا فَنّان

أفقُها يَمْتدّ فيْ المدى حتّى يَشُدُّ رأسَ السَّماءِ

ولُغْزُها المُحَيِّرِ يَغوصُ حَتَّى النخاعْ

هَل اقْتَنَصْتَ مِنْ عَيْنِيْ أجْوِبةَ المُحـــال؟

 

خديجة بن عادل

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.