حلوة في الخلوة / بقلم: ثناء درويش

حلوة في الخلوة / بقلم: ثناء درويش
ـــــــــــــــ
جلوة في الخلوة
“لعلّ دمّي يشفع لكسور الشعر”
2005
هذا دمّي
اخضرّ وأينعَ
حين تنادوا:
” آتٍ .. آتٍ عند الصبحِ ”
والصبحُ قريبٌ
لو تدري
زيتونٌ .. في ظلّ القلبِ
لا شرقيٌّ
لا غربيٌ
حيّ.. حيّ
دفقُ الخُضرِ
هذا دمّي
أبيضُ .. أبيضُ
مثل حليبِ الطفلِ يسيل
احمرّ حياءً
لمّا مررتَ بحواريهِ
كشعاعٍ من نورٍ يسري
بحرٌ متوسّطُ خلاّهُ
لا أسود ُ طالت ليلتهُ
لا ميّت تُدفن جثتهُ
هو نقطةُ فصلٍ في السحَرِ
وفصيلتهُ.. ما أندرها
آخذةٌ .. واهبةٌ دوماً
ما بين الشفعِ والوترِ
ما عانى يوماً من ضعفٍ
لا يعرفُ ما معنى الفقرِ
يصعدُ يهبطُ دون توانٍ
كرسولٍ للحبّ تراهُ
سكرانٌ من كأسٍ لرؤاهُ
يُنبي عنه فوحُ العطرِ
حمّالٌ .. لكنْ للخيرِ
ويدافعُ عنّي من ظلمٍ
ويزيحُ عن أرضي شرّي
قد صالحَ سكّرهُ ملحَهْ
لا يبغي الشطرُ على الشطرِ
إن شئت تعرفني يوماً
افحص دمّي
ستراني فيه أتجلّى
لا اتخفّى خلفَ السترِ