27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

حدائقُ الحرفِ…تبكي غيابَ الفراتِ/ بقلم: مرام عطية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حدائقُ الحرفِ…تبكي غيابَ الفراتِ/ بقلم: مرام عطية

____________________

دقَّتْ أجراسُ الوداعِ، لوَّحتْ نوارسهُ من بعيدٍ، أنشدتْ لحنَ الفراقِ الآثمِ، وسكبتْ لثغورِ الوردِ كؤوسَ الألم المرةَ على طاولةِ الصَّباحِ

ما لرياح الغيابِ تعصفُ عاتيةً في حدائق النثرِ الزُّمرديةِ؟ تتركها صحراءَ، تنعي غيابَ العطرِ، وارتحالِ الفراتِ، فيذوي بصقيعها نبتُ خميلتي البهيُّ، تصفرُّ وريقاتُ كلماتي النديَّةُ، تطفرُ المعاني الجليلةُ على الدروبِ الخريفيةِ

أيّٰها الفراتُ النميرُ كيفَ عنِّي تغيبُ ؟! البنفسجُ المتكئ على أعتابِ قلبي، يهاتفني كلَّ صباحٍ، يسألني عن أغنيةٍ سوسنيَّة توقظُ عصافيرَ الشَّوقِ الغافية في عينيكَ

يسألُ عن شالٍ يعانقُ جيدَ سندبادكَ المسافرٍ لجزرٍ عذراءَ

يسألني عن قمرٍ من أنفاسهِ تخضرُّ الحروف، وتتراقصُ الأبجديةُ، فتنهمرُ قصائدَ عقيقٍ تحاكي بروعتها قصائدَ السَّحابِ

وأنت يا عشتاري الحزينة لا تدمعي، تزيَّني بعقودِ الصبرِ وتبرَّجي بأقراطِ الأملِ، لا تصدِّقي غيومَ النأيِ فهي لا تعدُّ بالمطرِ، سأغتسلُ بدموعكِ النقيةِ، وأهديك الكثيرَ من لآلئ السماحِ، وأمسحُ جراحكِ بزيتِ الرضى

فتزولِ تجاعيدُ الأسى، ويضحك لك الغدُ فكتحلين بميلِ الشَّمسِ، وتشرقينَ بعدَ يأسٍ.

__________

مرام عطية

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.