حرير مغشوش… / بقلم: سالم الحمداني

حرير مغشوش… / بقلم: سالم الحمداني
ـــــــ
غالبا ما تشيخ المواسم وتهرم الدروب وتتثاءب عقارب الساعة وهي تتدلى على حائط مهجور بانتظار أزمنة لا يعنيها وتيرة الدقات
يترك شبقنا عطره العتيق في مخيلة الأيام ويدور معها حيثما كانت على مد البصر ، تتساقط حروفي كالمطر .. حرفا ، بعد آخر
متوجسة كخرائط قلوبنا ، مابين خيبات مزكومة ترتجف ، وجنان مرهونة بعقدة الذنب ملتحفة برهاب مزمن ،
وبصيص عذرية خجولة ، أجمعها من بين أكوام الريح ، تهرب مني الطرقات وأحتفي ببعض هلوسات ساقطة من حناجر مثقوبة
كقصيدة اعتادت أن تحبو متعرجة نبتت في رحم هجين ولغة بكماء ، تسيل بمكر من بين أنامل السطور ..
وأتساءل :
لِمَ تزني الكلمات ؟
وتعود لترتدي حلة ملائكية في لهاث الذئاب ، والحكايات تتراقص على حبل الأحجيات !
أتطوف مشوهة بلا عنوان ؟
ككل فصولنا المدجنة !
تلملم بقاياها الظامئة من شوارعنا المكتظة ،
ما بال ضحكاتنا الصفراء ؟
تستعير من المارة هوياتهم المفقودة ، وجوازات سفرهم المزورة ، وذكرياتهم السوداء والحمراء !!!
ألم يحن لها أن تسامر توسلات الحدقات المزممة والشوق المكبوت في ذواتنا وتبحث عنا بين بواكير الخطوات ؟!
سيظل بؤسي يطارح شكواه ، ما بين ذنب مضطرب ووشاية مكتوبة ..
كم ألفت العتمة ..
فهي وحدها التي تحاورني بأدق التفاصيل
أزدري الضوضاء ، لكنها قد تنجيني من هفوة الحضور في زمن اللامعقول ، ونسغي الهارب من ساديته
ألاطفه بتراتيل شجن ، أطفأ ثورته على مهل ، وأعود غريبا عني لأكتب مذكراتي
بخيوط من حرير مغشوش !!! .
———————————–