27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

خلف التل الهش/ منى عثمان

خلف التل الهش
_________

كانت تختبئ خلف تلٍ هش……
تحاول نزع زجاج تكسر. …

واخترق روحها ذات مساء بعيد
أو هكذا شعرت بذاك المساء بعيد…
فالزمن ينطوي ويمتد حسب جراحنا…
محال أن يكون ذاك النزف بهذا القرب…
أو يكون جرحها الغائر فيها عمره في قائمة الوقت….

ربما ساعات
محمومة لحظتها بصنوف الآه…….
وذاكرة الجمر لا تكف عن نبش الرماد……
استنفر طاقتي فتهرب…..
وتسلمني لثقاب لسؤال…….
بينما كل الإجابات تشتعل على أعمدة دهشتي……
كيف تناثرت كل تلك الكسور في داخلي…….
أنا التي لا تحتمل الفوضى والكركبة……
كيف احتملت أن أخطو بتلك الشروخ……
وأدعي الثبات…..حين أنا ركام المنافي
…… وصلصلة النضوب
ما زالت تختبئ خلف تلها الهش……
وما زالت تحاول نزع الشظايا المغروسة بالوتين……
تلملم نبضها العاري من ظلال حلم غادرها على عجل……
…… غير عابئ بقسوة ريح زلزلتها
أفقدتها الاتزان……

ففقدت ذاكرة الوقت
ولم تعِ متى وكيف أصابها الجرح….
أظنها الليلة بعد الألف والنزف يستهلكها….
يحيلها ذكرى لغيمة توارت في سحب اللهب…….
لموجة تبرأت منها الشواطئ فدوّت صرخة بالأفق….
لطائر فقد جناحية في عراك وهمي……
يحيلها لأي شيء غيرها…..

شيء هش
كذاك التل الذي مازالت
تختبئ خلفه

 

بقلم: منى عثمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.