خيال ظل…/ بقلم: أكرم صالح الحسين

خيال ظل…/ بقلم: أكرم صالح الحسين
ـــــــــــــــــــــ
لم يكن الشارع وحيدا
فكل القطط تسامرت على أرصفته،
كل القناديل المهشمة
ونوافذ العاشقين
المظللة برسومات الحب، والشموع
لم ترتجف العتمة لوقع خطواتي،
أعبر بصخب
حاملا بين يدي أغان ترقص
وملامح شاردة تراقب الأفق البعيد،
حيث الهواء
يركلني كأكياس النايلون، أتدحرج كزجاجات فارغة تمتطي الإسفلت،
كل هذا السكون
عتمة القلب الوحيد،
ظل جسدي وهو يسابقني
زاحفا فوق الجدران،
يمد لسانه للأبواب المغلقة
يرسم رأس حصان بأصابعي
حصان له جذع شجرة يابسة،
يكسر سكون الهواء
بأغنية عن السهول الممتدة، والغابات البكر
يصهل، يتألم
يكسر أعمدة النور النائمة،
صوت صمتي
يلاحق خيوط الفجر
ينتظر شمسا تفتح شبابيكها، معلنة البداية
رجل وحيد أنا!
تسرقني فصول العطش
تنمو على ذراعي
مدن من الدهشة، وأنهار القصائد
تكبلني بسكون الليل
تقطع أصابعي
تنهش لغتي الركيكة !!!
تحاكمني كأي بهلول
يرقص،
خيال ظل يغادر
ممتطيا شراع سفينة تائهة
يصرخ بوجه الموج،
مطالبا بشاطئ
ﻻ تدركه الحكايات
وﻻ تبلله الجثث بالدماء …