دروبُ الجمالِ … ثكلى بلا خطاكَ/ بقلم: مرام عطية

دروبُ الجمالِ … ثكلى بلا خطاكَ
بقلم: مرام عطية
____________________
كيفَ أرثيكَ يا فراتُ وأريجُ أنفاسكَ يسابقُ الريحَ
يملأُ الفضاءَ ؟!
كيف أبكيكَ ونحنُ على موعدٍ مع إشراقةِ وجنتيكَ
وسنابلُ يديكَ توزعُ حنطتها كلَّ لقاءٍ ؟!
أراكَ شغوفاً كالنهرِ تهرول نحو الحقِّ في زمن المين
وترياقاً تداوي جلساتنا العقيمةِ
وأرى فراشاتُ ضحكتكَ تعانقُ الأنغامَ
ترسمُ بصدقها حدائق الورد وحقولَ البنفسج
تصوب على الأوجاعِ رصاصةَ أمل
وكلما تمزَّق حلم ترفوه بخيوط الصبرِ
وأرى صدركَ كالبحرُ يتسعُ لكل هفواتنا
وذنوبنا
أرى لسانكَ كالسيفِ ماضياً يصفعً المتخاذلين عن نجدة الفضيلة
يذودُ عن وطن الجمالِ
أتراك توقنُ أنكَ الصلاحُ في زمن الخرابِ
والنقاءُ في زمن النفاقِ؟
*
كيفَ ترحلُ أيها النقاء
عن خميلةٍ سميتها أنت خميلةَ الوفاء
ألان الجراحَ استطالت وكلَّ مبضعُ الجرَّاحِ؟!
أم لأنَّكَ صرختَ طويلاً لا للظلمِ لا للنفاقِ
وسئمتَ من صمتنا
وآذاننا الخشبية لم تسمع صراخك حتى الآن ؟!
*
أخبرني لِمَ غادرتَ مع أول صباحِ
مع أول حلم يتفتحُ بلا استئذانٍ ؟!
ولمن تركت شؤون القبيلةِ ؟!
كيف غادرتَ أيها النخيلِ ولم تقلْ كلمةَ وداعٍ ؟!
كل الدروب تسألُني عن خلخالِ ضحكتكِ
عن مدنِ صخبكَ الجميلةِ
عن خطاكَ النرجسِ ودفءِ الأمسياتِ
*
الآن وداعاً وداعاً ياصديقي الفراتَ
لترقدْ في أحضانِ السكينةِ بسلامٍ
ولتهنأ بكَ السَّماءِ
________________
مرام عطية