دعاء…/ بقلم : حياة قالوش

دعاء…/ بقلم : حياة قالوش
ـــــــــــــــــــ
جئناكَ – يا ربُّ- بالكافيْ من الحَزَنِ
لبنانُنا غارقٌ في أعمقِ المِحَنِ
للحبّ قلنا :استرحْ ، فالقلْبُ في يُتُمٍ
قد ماتتِ الشّمسُ والأقمارُ في كفَنِ
وخاطرُ الحلْمِ مكسورٌ بلا سندٍ
يرنو إلى أفُقٍ قَدْ طالَ في الزّمنِ
رهينةُ العتْم، وجهي لَمْ يعُدْ بيدي
غضُّ الملامحِ أضحى ملْكَ مرتهنِ
أشكو وأشكو، وما للصّوتِ غيرُ صدًى
تلهو به البومُ والغربانُ في الوُكُنِ
نهورُنا وجبالُ الأرزِ في غضبٍ
الرّيحُ تضربُ لمْ ترحمْ ولمْ تلنِ
في البالِ وجهُ حبيبي لمّه حلُمٌ
فكيفَ أخْطفهُ من قبضةِ الوسنِ
أوّاهُ من دارةٍ ، فوق الغيومِ علَتْ
تغفو على نجمةٍ ، تصحو على الدُّجَنِ
“ونحنُ مَنْ نحنُ؟ تأتمُّ الهداةُ بنا
فكم منحْنا لهم نارًا بلا ثمنِ”
تاريخُنا شرفٌ مازال يملؤنا
تاريخُنا العزُّ، وقدُ الرّوحِ في البدنِ
نسقي المواسمَ من أمطارِ أدْمعِنا
من كرمةِ العِنَبِ الغافي على الغُصُنِ
يا طولَ غربتِنا ، ولْهى الى عبَقٍ
ألمْ يئِنْ أن نرى الدّنيا، ألمْ يئِنِ؟
فهلْ يعودُ إلى لبنانَ طائرُه!
بعدَ الغيابِ وطولِ الشّوقِ والشّجنِ
قومي من الطّينِ يا أجيادَ قافيتي
ردّي رؤاكِ ومجْدَ الأرز للوطنِ
حسُّ الجمالِ ، وهلْ إلاّكِ يكتبه
لولاهُ ، لولاه ضوعُ الشِّعرِ لَمْ يكُنِ
إليكَ وحدكَ -يا ربّي- أمدُّ يدي
رُحماكَ، صُنْ ليَ لبناني، ولا تُهِنِ
حياة قالوش
٣٠/٧/٢٠٢٠