رئتي هنا وهناك الهواء/ ثامر سعيد

اشربي قهوتَكِ يا فينوس
ولا تسألي الغيمةَ عن وجهتِها
أعلى فرحةٍ للحزنِ تدلقُها
نجمةٌ بعيدة .
هزّي زايَ الزهرةِ
قبلَ أن تقبلُها كأسُ الجنونِ
بكافِها الحانية
سيفيضُ رطبي عليكِ نديّا
ودعيني أُفَليَ الياءاتِ
في ريشِ اليمامِ
كي يستفيقَ دمي ،
رئتي هنا ..
وهناكَ الهواءُ .
فواختي تهدلُ في النخلِ
لامرأةٍ تهدهدُ الشوقَ
بقرنقلِ الكلام
وتسترخي على ليلِ أريكتِها
مفتونةً بالحرائقِ .
وأنت تلتفينَ على صَبْوَتي
أيّتها التاءُ الهيفاءُ
بالأغنياتِ القديمة
لا تبكي
لتغسلي الضوءَ من الظلِّ
أو تتركي الصمتَ أسيراً
في حقولِ الزعفران .
خذي تفاحةَ القلبِ
ولنهبط إلى خيمتنا
الجنّةُ التي أثثَها الربُّ
بسندسٍ وخمرٍ وتَسنيم
لا تُليقُ بعاشقينِ مثلنا
نحنُ رعاةُ الحروفِ
والنجومِ الشاردة .
مثلُ قطيعِ وردٍ
دَعينا نمرّغُ الجمرَ بأحلامِنا
عَسانا نُعشبُ أكثر !
الشاعر ثامر سعيد