رحيقُ الأخوةِ … يناديني/ بقلم: مرام عطية

رحيقُ الأخوةِ … يناديني/ بقلم: مرام عطية
____________________
على ضفائرِ الشمسِ أغنيةٌ خضراءُ من رحيقِ الأخوةِ، عزفَ النحلُ ألحانها فسالَ منهُ العسلُ، ونسجتْ السواقي خيوطها فاكتنزتْ عذوبةً وصفاءً، سمعها البلبلُ فطربَ بحلاوةِ تينها، رقصتْ على إيقاعها فراشاتُ قلبي، وصافح جرحي سموَ معانيها فتبلسمَ شفاءً.
ما أعذبها أغنيةً في ليل أحزاني! ترفُّ على نوتاتها الحمائمُ الوادعةُ، غيمةٌ جذلى بالحبِّ زرعتها في أقاليمِ صدري القاحلةِ فصار حقلَ سنابلَ، ووزعَ فاكهةَ الأملِ على المتعبينَ والحزانى.
أختي، يا نسمةً من عطرِ الطفولة انهمري على يبابِ عمري بهجةً، تمدَّدي على قيظَ أيامي ظلالَ رجاءٍ، عانقي بالشوقِ وحشتي، ضمِّيني لأمسياتٍ منسوجةٍ بالشغفِ، وحرري خصري من سجنِ الخيباتِ
رحيقكِ المعطارُ يناديني، يقتحمُ أسوارَ الغيابِ، يطوي بهمسةٍ وحشةَ المسافاتِ. سأنقشكِ على وجهِ الكون المحتضرِ تميمةً؛ لتعودَ إليه الحياةُ، وأغسلُ قبحهُ بشذاكِ ليلبسَ ثوبَ البهاءِ.
_________
مرام عطية