27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

رسالة لن تصل أبدًا/ بقلم: هيفيدار سامي بركل

رسالة لن تصل أبدًا/ بقلم: هيفيدار سامي بركل

…………

.

إلى أخي العزيز

السلام عليك …. أما بعد….

كلما أقفُ بين عائلةٍ تخشى الفقد وأراقب تلك الدموع بصمتٍ بالغ، بتُ أعلم سر تساقطها!

أجد نفسي عدتُ بالزمان إلى تلك ليلة من ليالي أيلول الباردة، آخر ليلة نبض فيها قلبك يا أخي…. ليلتك الأخيرة في عالمنا، أتذكر جيداً حينما كان الجميع يتصارع للدخول إلى تلك الغرفة التي تمكث فيها كنا نتصارع للدخول لأجل الزيارة لأننا نعلم يقيناً إنها ليست بزيارة وإنما هي الوداع …. وداع تأبى القلوب تقبله والعقل استيعابه …

أتذكر جيداً كم كنا نصارع الثانية مراراً لتقبل فكرة رحيلك ……

كنا جميعاً من الصغير إلى الكبير نقف أمام المرآة ونحدث أنفسنا محاولين تصديق حقيقة أن موعد رحيلك قد حان، تجاهلنا ساعة الرحيل وتاريخه …. لكننا نعلم إنه قد حان ثم انتهى بنا المطاف، قائلين لعل رب الكون يقول للمعجزة كن فتكون ….

أتذكر جيداً تلك الليلة الأخيرة لك حينما كانت دموعي تنهمر في محاولة مني لتصديق إنها قد تكون الضمة الأخيرة وقد كانت في محاولة مني لتصديق إنها قد تكون القبلة الأخيرة ولكنها لم تكن فإن شفتاي لا تزال تشعران بصقيع جبينك حينما وضعت قبلتي الأخيرة عليها،

أظن إنني لم أكن أعلم إن القبلة التالية الأخيرة ستكون والكفن يحتضنك…

أتذكر جيداً شحوبة وجهك …. أتذكر تلك النظرة التي رمقتك به وكأنني أتوسل إليك أن تنهض معنا ونذهب جميعاً سوياً إلى منزلنا بالقرب من أبنك، أتذكر جيداً ويدي تمسك يداك يا أخي كنت أرجوك للمرة الأخيرة ألا تذهب كنت أرجوك أن تتمسك بالحياة لأجلنا…

أتذكر جيداً كيف كان الجميع ينظرون إلينا بشفقة لأنهم لاحظوا إنك لنا الحياة وكيف إننا نتوسل لجثة أن تعود وتنبض بالحياة من جديد…. لكن دون جدوى

لاحظوا كم كنا جميعاً نأتي لتوديعك مع إننا لم نكن نملك من القوة ما يكفي لمواجهة هذا الوداع…

فقد لاحظوا كم كنا نحاول مجاهدين الرضاء بقضاء الله وقدره

وتمكين قلوبنا لتتفهم إن البقاء والدوام دائم لله ……ولكننا لا زلنا نريدك…

 

 

ثم ماذا توقفت الساعة ورحل أخي …. !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.