زاجل الحيوات/ بقلم: وعد جرجس


زاجل الحيوات/ بقلم: وعد جرجس
__________________
1
عليها هي ..
على نسيجها سأطرّز ما لم تُحيكه صنَّارة وحيٍ لدى آدميٍّ من قبل
سترقص أصابعي نشوةً على جسدها الطّاهر وسيرتخي القلم حبّاً!
وهو يحادثُ شفتيها المسترسلة لي ببحرٍ من منثورات حسٍّ لم ينتهي
حتى ملأ جميع الأكوان التي خُلقت ليملأها!
2
عليها هي تنهمرُ أحاسيسي محتضنة بلوعة زهور الوجد الحمراء
كم أعشقها تلك التي تسفِّرُ لواعجي للرجوع،
وتصل بقطار ذاكرتي لعالمٍ كنت فيه قبل آلاف المسافات الزّمنية أسيرُ على طرقات القلاع حاملةً سراجاً نحاسيّاً وريشةً بحبر أسود، مستلقيةً في حُجرات الحكايا العميقة.
3
تلك العجينة التّرابية القديمة . .
مختزنة في ذاكرتي وكأني أشتمُّ بها رائحة العِتْقِ الحميميّةِ،
وأتلمّس جسد إنسانٍ تفتّتَ وأُعيد خلقه من جديد،
وروحُه لم تخلق بعد .
عليها .. بها .. أحيا أنا!
أتسكّع في ملاجئِ الدّفءِ القاطنة بين ثناياها، وبها تسيرُ روحي تظلُّ تسير .
4
يا مرسل الإلهام يا ملهم الوحي يا زاجل الأزمنة
هل تقرأُ الفنجان؟
أم معتنقٌ كارَ السحر أنت؟
أم ساعٍ في بريد الأزمنة الإلهي؟!
كيف استطعت أن تعرفني؟
هل التقينا قبل ألف سنةٍ على تلك الطرقات وباغتني النسيان؟!
لقد جعلتني ألتقي بنفسي يا رَجُلْ .
أعلمني بكل النبوءات التي طُرحت على راحتينا والتي لم تُطرح بعد أملتقيان نحن قبل ألف سنة على تلك الطرقات يا سيدي!
5
آهٍ كم اشتقت إليكِ يا أوراق جسدي وروحي وزَيتي وحِبري .
عانقيني لأسافر بكِ إلى حياتي التي عشتها قبل أن أخلق .
_______________
وعد جرجس
شاعرة وكاتبة سورية