28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

سأكتبك في قصيدة …/ بقلم: آمال محمود

بقلم: آمال محمود

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سأكتبك في قصيدة …/ بقلم: آمال محمود

 

سأكتبك في قصيدة …

هذا ما قاله:

سأهدمك وأعاود صياغتك كما أشتهي

ملوحا بحبل مذعور من حرير

ينوي لفه حول عنقي المزخرف بالكدمات الداكنة

كآنية أثرية مصنوعة من بقايا حيوات زائلة

ليعصر ما في داخلي من خوف وقلق

ويبقي مني ما يروق له وتلذ به أعين روحه

 

هأنذا أنتظره ..

بكامل عتاد حزني

أنتظره

ريثما ينتهي من تفكيك شيفرة ابتسامتي الباهتة

وتحليل زمرة دمي النادرة

وفرز خلاياي الآثمة الطاغية

عن خلاياي الطيبة المتآكلة بفعل الندم

 

أكون أنا قد انتهيت من ضخ حبري المعتق

في شراييني وأوردتي

لأثار لي

منه ومني ومن ضعفي اللدود

أثأر بقصيدة جامحة

تبيح لي دمه

لأشرب حد الاكتفاء

كمستذئبة جريح

حيث توالت علي الشموس اللاهبة دون أن أعود

لأصلي البشري

مستذئبة وما عرفت يوما

من أين يؤكل كتف الفرح الطازج

فقضيت أعماري أقتات فتاتات متيبسة

حد أن قضمت مخالبي الطويلة

فأينعت في صدري كرماح مسننة الطرفين

إلى أن بت مستذئبة خالدة منذورة لقمر نهم

ابتلع الكون في جلسة طرب وخر منتصرا

 

سأنتظره

ريثما يستجمع قوى حروفه المنهكة

قبالة مشهد أوجاعي الطافية على جسدي

كعلامات فارقة

تميزني عن باقي النساء

 

سأنتظره

أنا التي لم أكن يوما بي

 

سأنتظره

يقينا سيحيك لي قصيدة محكمة النوافذ

موصدة الأبواب في وجه التعب

قصيدة تتبرأ من العالم بخطاياه الوفيرة

تحبو حروفها على صدري

كأطفال في كون من ورد

 

قصيدة تنتظر قصيدة مماثلة لها

في المجد والشقاء!

 

لتكن على حذر من قصيدتي الآتية

فهي لا تمتهن حراسة العشاق كما تظن

وإنما ستتسرب من بين مسامات جلدك

 

لتكشف عن أصابعها الكريستالية في صدرك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.