سَرابُ الحُبَّ / بقلم: إفتخار هديب

#
سَرابُ الحُبَّ / بقلم: إفتخار هديب
ـــــــــــــــ
لِلرِّوح مِن ظُلمِ الأَنامِ فَريضَةٌ
قَهرٌ وَ ذَبحٌ بِالوَفاءِ مُجَندَلَه
تَلقَى الحَبيبَ بِكُلِّ شَوقٍ مُترَفٍ
يَرمِي إِلَيكَ وُعودَ حُبٍّ زَائلَـه
يَا ظالِمي بِالهَجرِ إِنَّي ضَارعٌ
ربَّ الوُجُودِ هُوَ الأَخيرُ وَ أَوَّلَـه
ما كانَ لي يَوماً بِقَلبِكَ مَسكَنٌ
أو في فُؤادِكَ ذاتَ حُلْمٍ مَنْزِلَه
فَسَلبتَنِي حُلوَ الرُّقادِ وَ طِيبَهُ
وَ وَهبتَ رُوحِي كُلَّها لِلمِقصَلَه
كَم في الحَشَا قَد سُعِّرَت نارُ الجَوَى
الرُّوحُ حَيرَى وَ السَّتائرُ مُسْدَلَـه
عَينايَ هادئتانِ يَغفُو فِيهِما
السَّيسَبانُ وَ سِرُّ حُزنِ العَندَلَه
أُخفِي عَن الأصحاب دَمعَ تَعَاستِي
جَفَّتْ عُيونٌِ بِالرَّجاءِ مُزَمَّلَه
قَد كُنتُ أَحيَا كَالطُّيورِ مُحَلِّقَاً
فَوقَ الحُقولِ وَ مِلء كفِّي سُنبُلَه
يا نَفْسُ مَن آذاكِ حَتَّى تَنزُفِي
صَبرَ الثَّوانِي فِي بُكاءِ المِزوَلَـه
فلَتَشهَدِي قَتلَ الزُّهورِ نَديَّةً
صَمتَ الرَّوابِي وَ اِغتيالَ قُرُنفُلَه
وَ تَعَثُّرَ الخُطواتِ في دَربِ الهَوى
قَيدٌ وَ مِزلاجٌ قَديمٌ .. سِلسِلَه
الشَّمسُ فِي أَعماقِ صَدرِي غَادَرَتْ
عِندَ الشُّروق ِ وَ لِلغُروبِ مُهرولة
تَرنُو إِلى كَبِدِ السَّماءِ بِـنَظرَةٍ
إِيمانُها فَوقَ اللِسانِ محَوقَلَه
صَوتُ الضَّميرِ بِـصَمتِها مَتَرَنِّمٌ
أمَّا الرَّضَا فَوقَ الشِّفاهِ فَبَسمَلَه
كُلُّ السُّفوحِ تَزَيَّنَتْ بِرَبيعِها
إِلَّا الخُزامَى فِي المَآقِي الذَّابِلَـه
هـَٰذِي المَرايَا فِي الزَّوايَا أَنكَرَتْ
تِلك المَلامِحَ في اِشتِدادِ المُعضِلَه
فَتكَسَّرَتْ وَ تَناثَرَتْ أَشلاؤُهَا
وَ سقوطُها كَالموتِ حِين الزَّلزَلَـه
وَجهِي الَّذي أَخفيتُهُ فِي بِذرَةٍ
صَبرُ اللَيالِي وَ الأماني مُؤَجَّلَه
حين افترقنا كَانَ يَسبُقُ هَامتِي
وَ لَآلِئٌ فوقَ الخُدودِ مُبَلَّلَـه
يَا مُتلِفِاً حَالِي وَ سَالِبَ حِيلَتِي
أَنصِفْ فَـرُوحِي بِـالجِراح مُكَبَّلَـه
أَنصِفْ فَقَد ضَاقَتْ عَلَيَّ سِعاتُها
وَ اِستَحكَمَتْ مَنِّي ظُنونٌ قَاتِلَـه
مَن ذَا يُعيرُ الرُّوحَ سَاعةَ رَاحَةٍ
فِيها السَّعادةُ فِي بَياضِ الأَخيِلَه
إِنِّي أَطوفُ بِـنَبضِ قَلبٍ خَاشِعٍ
كَم في عُيونِي دَعوَةٌ مُتَأَمِّلَـه
سأَهيمُ فِي فَلَكِ السَّماءِ أَرومُ لِي
لَحدَاً فَقَلبِي فَي الهَوَى مَا أَغفَلَه
شَذَرَاتُ وَجدٍ وَ الجَوارِحُ جُثَّةٌ
نُورٌ وَ نَارٌ فِي الحَنايَا مُوغِلَـه
وَ أَديرُ طَرفِي فِي الوُجُوهِ كلَيلَةً
أَرجَو جَوابَاً شَافِيَاً لِـلأَسئِلَـه
أَنا يا إِلَٰهِي فِي الفِراقِ ضَريرَةٌ
خُذنِي فَروحِي بِالهُمومِ مُحَمَّلَـه
خُذنِي فَهٰذا الكَونُ ضَاقَ بِمُهجَتِي
خُذنِي إِلَيكَ وُ بِـالغَمامِ مُجَلَّلَـه
اِغسِلْ جِراحِي ماء عَفوِكَ رَحمَةٌ
أَنَا رُوحُ طُهرٍ فِي رِحابِكَ مَاثِلَـه
..
افتخار هديب