شجرة الكرز… / بقلم : ليلى الحنين

شجرة الكرز :
هل تذكرينها يا آسيا ؟ لا أدري لم خطرت لي عندما زرت حينا القديم ، كان بيتكم يقع في الطرف البعيد من الشارع ، بحيث لا ترينها عندما تزهر في الربيع ، رأيتها في الصدفة ، وانتابني شعور عميق بالوحدة، تذكرتك لحظتها، وتذكرت المرات التي مررنا بها قربها دون أن نشعر بوجودها ، ليتك ترينها الآن إنها ماتزال محافظة على شموخها وكبرياؤها ، ورغم الحرب لم تفقد غصنا من أغصانها ، فيما روحي ماتت منذ زمن طويل .
اليوم تزوج خليل ، لم أشعر بشيء يا آسيا ، لا بالكره ولا بالحب ولا حتى بالحزن ، وكأن ثقلا انزاح عن كاهلي، أعتقد أني لن ألوم نفسي بعد الآن لأنني هجرته .
اسمعي : تذكرت أمرا لا بد أن تعرفيه ، لا أريدك أن تعرفي من شخص آخر ، يمكنك أن تصبي غضبك علي فيما بعد ، هل تذكرين يوسف ؟ شقيق زوجك الذي تكرهينه ! لقد اتصل بي البارحة وطلب مني موعدا ، لم أسأله بصراحة عن السبب لأني أوشكت على الرفض ، لكنه قال شيئا بخصوصك ارعبني، لماذا لم تخبريني عنكما؟ أريد تفسيرا منطقيا يا آسيا ، أنا غاضبة جدا ، أليس هو نفسه الرجل الذي كسرت له ساقه فيما مضى لأنه تجرأ وتدخل بحياتك أنت وكريم ! لماذا لم تخبريني ؟ مالذي يدور بينكما ؟؟
لقد قال شيئا عن تغير مشاعره تجاهك ، إنه لم يقل صراحة أنه يحبك ، لكن من الواضح أنه جن ، لا أدري لم اختارني أنا من بين كل أصدقاؤك ! هل يعتقد أنني ساذجة للحد الذي يوحي أنني لم أفهم شيئا !!
طائرتك ستصل في الساعة الثانية عشرة ليلا من صباح الغد ، في التاسعة صباحا تكونين في بيتي ، لا تخبري كريم بهلوسات يوسف ، اتركيني أتصرف ، تعالي فقط لأني أكاد اجن .
ملاحظة :
لا تعلمي يوسف بموعد عودتك، رجاء تعالي في الوعد المحدد .