شمع أحمر / بقلم: أفياء الأسدي

شمع أحمر / بقلم: أفياء الأسدي
ــــــــــــــ
قل هل رأيتَ العمرَ حين صببتُه
في كأس شوقٍ ،
هل شربتَ -ولو سريعاً- بعضَهُ؟
قل هل أُصِبتَ بما أُصِبتُ؟
أحسُّ أنكَ قطرةُ العطر التي جفّت على جلدي
و ختمُ الماء يجري في السواقي
نحتُ شلالٍ على صخرٍ قريبٍ
مستهلٌّ للرياح على الغصون
ومطلعٌ للشمسِ في برد قديمٍ
خاتماتٌ للتجلّي في الزوايا
دفء كفّ حول عصفورٍ جريحٍ
هل رأيتَ النوم حين سكبتُه في مقلتيكَ
وهل غفوتَ الليلة الاخرى كـ أمطار بلبّ الجلّنارْ؟
ماذا يهمّك في امّحاء اسمي على جرف السواحلِ
المهمُّ بأنْ تمرّ على الديارِ
لكي أحسّ بأنّ كفّا قد تمرُّ على أصابعَ مِن محارْ
فارقتُ وجهي منذ أن لاقيتُ وجهَكَ
كنتَ ختم النارِ في عينيّ
شمعَ السرّ في مظروف صدري
بابَ آخرةٍ بقفلٍ آدميٍّ
لوحةً للشمسِ ظلّلها الغيابُ
وكنتَ بيتي ،
أنت بيتي ،
أينما كنتُ احتميتُ بسقفِ بيتي،
أينما نمتُ انتبهتُ بأن بيتاً سار فوقي واستقرّ
فصار بيتي،
أينما ضعتُ انتبهتُ بأنني في القلب بيتي ،
قد تضيع الارضُ من حولي ولكنْ..
لا يضيعُ سوى الذي في الصدرِ يملك بيتَهُ
لمّا تفارقهُ الديارْ