طاحونةُ غلاءٍ تبتلعُ الفيروزَ/ بقلم مرام عطية

طاحونةُ غلاءٍ تبتلعُ الفيروزَ/ بقلم مرام عطية
_________________________
كيف تطمئنُ نحلتي
فتملأُ خوابي الروحِ شهدا
وغيومُ السلامِ تهاجرُ عنَّا يجفُّ ثغرُ الحقول
و يستفحلُ الخرابُ في الصدورِ ؟!
كيفَ أبلغُ مرافئ الأمانِ فألقى محيَّاك
و الليلُ يستبدُّ مغلقاً نوافذَ الضياءِ ؟!
هنا … في هذا الشرقِ المفجوعِ
يشقى التاريخُ و تتأوَّهُ عيونُ النجومِ
*
شراعُ وطنٍ مكسورٌ تقودهُ الريحُ
وطنٍ كانَ أمّّا و ملاذاً
جسدٌ فقدَ ذراعيهِ
عجوزٌ أضاعَ عصاهُ
وطاحونةُ غلاءٍ تبتلعُ بيادرَ الياقوتِ والفيروزِ
تسابقُ نحلَ البشرِ الدؤوبَ
وتحيلُ ذهبَ السنابلِ حطبا
*
تحتَ عجلاتِ المدينةِ ترتمي صرعى أحلامُ الفقراءِ
وعلى أطرافِ المدينةِ مدىً تسفحُ قرى الزيتونِ والبنفسجِ
وصحونٌ فارغةٌ إلاَّ من اليأسِ
وأفواهٌ فاغرةٌ تملؤها الخيباتُ
تمشي في العمقِ تقرأُ النهرَ يتقيأُ أسماكه الصغيرةَ
على ضفةِ القهرِ
ويفرشُ أطباقَ اللوزِ والكمثرى للحيتانِ
وصوتٌ يهتفُ من بعيدٍ :
لِمَ تتركني في جبِّ الخذلانِ ياوطنُ
وغربالُ الكرامةِ يدورُ
لم يبقَ فيهُ إلاَّ حفنةُ أوفياءٍ ؟!
أخبرني متى قيامتكَ ياوطنُ ؟!!
________________
مرام عطية