طاولة الخريف / بقلم: د. زهراء عباس

طاولة الخريف / بقلم: د. زهراء عباس
ــــــــــــــــ
طاوِلة الخَريف
بَعد كل الوعود التي قطعتها
بأنني لن أكتُب إليك
ها أنا أكتُب إليك
مرة ثانية
وربما ثالثة
ورابعة وحتى آخر رَمق
بَعد كُل إصراري على نِسيانك
ها أنا أفترش ذكرياتك على طاولة الخريف
وأنت تَمر مزهواً بنفسك في أزقة الذاكرة
لا مَناص من ذكراك
في اللحظة التي أعلنت بها هجرك
باتَ كل شيء يَأخذني إليك
الصباح الذي يُشبك كثيراً
كلاكما مُشرق .. جميل
ويجعلني سَعيدة
القَهوة ومُرها
الذي يُشبه مُرك اللذيذ
الكتاب وعمقه الذي يَشبه عمقك
يَشدني إليه كما تَشدني إليك
الورق الأصفر كنهاياتك معي
ننتهي لنبدأ من جديد
الغيم …
فطَقس عُشقك كان غائماً
ما رأيت فيه يوم صَحوٍ
وبالرغم من ذلك هو عشق عنيف
وما زاد الأمر تَعقيداً
تواطؤ فيروز معك هذه المرة
إذ غنت: ” بتذكرك بالخريف “
فالخريف يُخلد الذكرى
ولا يَدفع بها إلى هاوية النسيان
لينفضها هناك
كما تنفض الأشجار أوراقها
كاذبة كل قرارات النسيان التي اتخذتها
فَمن مِثلُك لا يُنسى ..