طقوسُ الألم … أناشيدُ مرةٌ/ بقلم: مرام عطية

طقوسُ الألم … أناشيدُ مرةٌ/ بقلم: مرام عطية
_________________________
وافقَ أميرُ الألم على منحي إجازةً من المعاناةِ لفترةٍ قصيرةٍ تمكنني من إنجازِ أعمالي المنزليةِ المتراكمةِ وإنهاءِ واجباتِ الشتاء خلالَ العامِ الدراسي الفائتِ، بعد أنْ رشوتهُ بزجاجتي عطرٍ وعشاءٍ فاخرٍ مع حدائق عينيكَ العسليتين
وحين أخبرتُ جسدي المتعب أني سأستقيلُ من عملي الشاقِ تهللَ فرحاً، ومنحني أساورَ الألقِ وخواتمَ الرضى، لم أكن أعلم أنَّ ذاكَ المرائي يتلصصُ علينا كعقربٍ سامٍ، أو كأفعى رقطاءَ، ففي حفلةِ عشاءٍ حميمةٍ تسللَّ كماردٍ بدأ يمارسُ طقوسَ عبادتهِ المعهودةَ؛ يعزفُ أناشيده المرةَ، ويسقيني مرغمةً من كؤوس الأوجاعِ أمام مرأى الجميع، فأتجرعها غصةً غصة، وأمضغها إبراً إبرا
أمَّا عظامي الضعيفةُ فخانتني شردتْ مني وراحتْ ترقصُ بجنونٍ على إيقاعهِ الغجري
ركبتُ سفينتي لأعودَ إلى جزيرةِ نفسي بأقلِّ الخسائرِ، ولأسره في مهجتي أني ما زلت على العهدِ.
يا إلهي كيفَ لحق بي وصار القبطانَ.
أيها الظالمُ لمَ تلاحقني وتتعقبُ همساتي ؟!، لِمَ نفيتَ جنود صبري، وتطاولتَ على ملائكةِ روحي ثمَّ رميتني كحبةِ رملٍ على شاطئ الأوجاعِ، تتلاعب بي الرياح شمالاً ويميناً ؟!
يالك من مستبدٍ قاسٍ، قطفت ورد أحلامي ورميتها للخريفِ.
_______________
مرام عطية